في نبذة الكتاب، يستعيد حبش اتصاله الأوّل مع وديع سعادة منتصف الثمانينيات. كان حبش في بداية مشواره، إذ لم يكن قد نشر إلا بضع قصائد ومقالات في صحيفتَي «السفير» و«النهار». أما الاتصال عبر الهاتف، فلم يكن خياراً بقدر ما كان وسيلة وحيدة فرضتها الحرب والمعارك وخطوط التماس. عندها، كان سعادة قد نشر ديوانه الأوّل «ليس للمساء إخوة» بنفسه سنة 1973، حيث كتبه بخط يده ووزّعه، قبل أن يُعاد نشره مطبوعاً بعد سنوات. وبعد عقد كامل على صدور باكورته الشعريّة، صدر ديوانه الثاني «المياه المياه» (1983)، تلاه «رجلٌ في هواءٍ مستعمل يقعد ويفكر في الحيوانات» (1985)، لتصدر بعدها مجموعات أخرى بلغت الـ 12 ديواناً منها «بسبب غيمة على الأرجح» (1992) و«قُل للعابر أن يعود، نسيَ هنا ظلَّه» (2012) جمعتها «دار راية للنشر» في حيفا ورام الله قبل عامين، ونشرتها ضمن مجلّد يحوي الأعمال الكاملة. رغم إقامته في أستراليا منذ سنوات، إلا أنّ اسم سعادة لم يغب عن الساحة الشعرية العربية، ولا عن جوائزها، أبرزها «جائزة الأركانة العالمية للشعر» (يمنحها «بيت الشعر» في المغرب). يأتي هذا الحوار الطويل، ليرافق محطّات أساسية من حياة وتجربة الشاعر اللبناني الذي ترك بصمة خاصة في الشعر العربي المعاصر.
