كيف أبكي شقيقي رمزيوهو الآنَ يُضـَاحك السماء؟

يرأفون بي فيقولون معزّين: «نفسُه في السماء»
ولا شكّ عندي في رحابة السماء وترحابها بنفسٍ كريمةٍ كنفسِ أخي رمزي.
ولكنْ... كم لا نزال في حاجة إلى كرَمِ نفسِه بيننا على الأرض!
صحيح أنّ الأخوّة من حتميّات القدر.
لكنّ رمزي لو لم يكن أخي لكان صديقي، وكنت صديقه.
هكذا قامت نزهة الأخوّة بيننا.
زوّدَتني بحكمة أخي الأصغر سنًّا والأكثر قدرةً على جمع التناقضات وضبط أسباب الغضب.
رمزي الذي إن اختلف مع منافسيه بلسمت لغةَ الخلاف نوادرُه.
رمزي الذي متى أنَّب خصومه أطربَهم جمالُ التأنيب.
رمزي الذي لا تنطفئ ولا تخبو في قلبه شعلة الوفاء لصداقة، لأخوّة، لحلم، لرفقةٍ أو لواجب.
ولئن علقت في الأذهان عناوين كتبه الطموحة التي أصدرها حديثاً في زمن النضج، يطيب لي أن أتذكّر من أرشيف بداياته، تلك الأطروحة التي أعدّها في زمن الدراسة ثمّ أتمّها على شكل كتاب في التسعينيّات بعنوان «كي يعود الله إلى لبنان».
أطروحة تربوية ذكيّة ونبيلة تحلّ التنشئة الإيمانيّة محلّ التعبئة المذهبيّة أو الطائفيّة.
لكنّ رمزي يضحك... ويريدنا أن نضحك.
لذلك، حين أقام حفل توقيع لكتابه التربويّ وحضرت شخصيّات من كلّ الجهات إلى ذلك الحفل، سمعنا وزير الدولة للشؤون الماليّة فؤاد السنيورة يسأل رمزي:
- هل نفهم من عنوان كتابك يا رمزي أنّ الله قد هاجر من لبنان؟
فأجابه رمزي على الفور:
- تخلّصاً من القيمة المضافة، معاليك.
رمزي يضحك. يريدنا أن نضحك. ولعلّه الآن يضاحك السماء.
لن يعتب عليّ وإن غلبني البكاء فقد تعاودني اللحظات... وأتذكّر أن شقيقي الوسيم الكريم قد يرحل نعم، لكنّه... لا يغيب.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا