«أعظم فيلم أنيميشن على مرّ الزمان»، تردّدت هذه العبارة على لسان كثيرين في وصف تحفة الأسطورة الروسي يوري نورستين «حكاية الحكايات». الانيميشن العائد لعام 1979، يتجاوز ذلك الوقت بكلّ تأكيد. هو ليس قصةـ بل مجموعة قصص وليس مترابطاً بل عشوائيّ بشكل كبير. على مدى 29 دقيقة يأخذنا الفيلم إلى عالم الأحلام. الرسوم هنا ليست رسوماً بقدر ما تصلح لتكون لوحات تحمل شيئاً من الانطباعية، ثم قليلاً من الواقعية فلمسة تجريدية. هكذا جمعها نورستين، فحرّكها ونفخ فيها الحياة.

من رضيع صغير، إلى شاعر عاجز عن الكتابة، طفلة تلاعب ثوراً بسلام، أمّ تقطّع البطاطا، الأب الصياد المحمّل بزاد اليوم، إلى النساء اللواتي سيصبحن أرامل بعد قليل، إلى رقصة التانغو والحرب والتفاحة الخضراء الممتلئة، وصولاً إلى ثعلبٍ صغيرٍ ذي عينين واسعتين، يراقب في البداية ويتحوّل مع تتالي الأحداث إلى محرّك القصة.
الصورة قاتمة لا تخلو من ضوء شمعة صغيرة أو نار موقدة، الطقس بارد طوال الوقت، أوراق الأشجار تتساقط ثم يهطل الثلج. الأبواب موصدة، المنزل أسودُ مخيف، صراخ الطفل الذي يكاد يثقب الآذان يعلو في البداية والنهاية. صور مسربلة بالحزن ترافقها الموسيقى الملحمية الروسية الجميلة والكلاسيكية. كلّها إشارات تُرجعنا إلى روسيا، إلى أصل الحكاية الروسية. الغوص عاطفياً في الفيلم، في سحر تلك الصور المتآزرة التي يربطها خيط مشترك رفيع يستحيل تفكيكه وهو الأحلام. الكتابة عن هذا الفيلم عملية صعبة.
تحفة الأسطورة الروسي يوري نورستين، شريط شاعري وحسّي عن الذاكرة

هو عمل شاعريّ، حسّي سنختلف طبعاً على تفسيره بناء على مشاعرنا. هذا فيلم عن الذاكرة. هل تتذكر كم كان اليوم طويلاً عندما كنت طفلاً؟

* Tale of Tales على يوتيوب



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا