العمل الذي دشّن أخيراً يتألّف من جداريتين مقسمتين إلى 80 رسماً من الكرتون (مقاس كلّ منها 100 × 70 سم). طوال تلك المدّة، أمضى الفنان اللبناني معظم وقته في الغاليري. يرسم بين ركام الحيّ المدمّر، شجراً وأغصاناً تمتدّ، وتتفرّع على مدى أمتار طولاً وعرضاً، بينما تلوح بينها شمس حمراء. هذه كانت طريقته الوحيدة لمواجهة «الشعور بالاختناق»، كما وصف الفنان رحلة عمله في نصّ مرفق بالمشروع، مضيفاً «عند محاولتي رصد الألم الذي يحيط بي، لطالما راودتني فكرة متكررة: تمنّيت لو أكون شجرة».
يتألّف العمل من جداريتين مقسمتين إلى 80 رسماً من الكرتون
في معرضه الفردي «قصة شجرة الكاوتشوك» قبل عامين، استعان القادري بالأشجار، كمحاولة لرسم تاريخ المدينة، وبيوتها، وعائلاتها فنياً، بالرصاص والفحم مستغنياً عن كل الألوان. بعيداً عن تلك الأشجار التي حوت جزءاً من تاريخ بيروت، فإنّ الأشجار الحالية هي «أشجار بيروت، أشجار أحلامي اليوتوبيّة، وأشجار التغيير» كما كتب القادري في النص. ساعات العمل الطويلة التي أمضاها القادري يشيّد شجراته في حيّ مهدّم، تبدو كورشة أخرى لرفع الركام الفني الذي سقط في الغاليري، وفي المبنى والحي والمدينة. قبل أيّام، أُفرج عن المشروع الجديد (إدارة مارك معركش) وسيذهب ريع أجزاء الجداريات المعروضة بعد بيعها إلى جمعيّة «بسمة» التي تعمل حالياً على ترميم بعض البيوت المتضرّرة، وإصلاح الأضرار في الأبواب والشبابيك والزجاج...
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا