مشاهدة فيلم من هذا النوع تشكل تحدياً؛ فهو بحد ذاته تجربة استثنائية، متعبة وغريبة، فأنت ستجلس لساعات من أجل متابعة مشاهد مشوّقة ورصد شخصيات كثيرة. قصص الفيلم مقتبسة من سلسلة أعمال أونوري دو بلزاك «الملهاة الإنسانية»، عُرضت من خلال تخصيص ما يقارب تسعين إلى مئة دقيقة لكل جزء، وهذا يعني أنك تخوض غمار أفلام عدة في فيلم واحد، وتصل إلى مرحلة تجد فيها «أن ما يهم هو اللحظة حين تضمحل القصة ويتلاشى موضوعها» كما علّق ريفيت في إحدى المرات. ويتابع أن المشاهد سيجد أن العمل الذي أمامه «لم يبق فيه شيء سوى الفيلم نفسه يتحدث إليه ويتفوّه بكلام لا يمكن ترجمته»، وهنا يكمن نجاح ريفيت الذي وصل به الشغف إلى إخراج عمل يمكن وصفه بأنه ساعات من السرد المحكم المبني على الارتجال.
وجد مايكل لونسدايل في هذا الشريط الرابط بين التمثيل المسرحي والسينمائي
أبطال العمل، على رأسهم جان بيار ليو، وجوليت بيرتو، ومايكل لونسدايل، لعبوا دوراً كبيراً في إنجاح الفيلم من خلال الحرية التي أعطيت لهم لبناء الشخصية، والارتجال اللفظي، وتعبيرات الوجه، والإيماءات، فضلًا عن الهوية الخاصة لكل ممثل وشخصيته والهامش الممنوح له ليضع بصمته. لم نرَ لونسدايل في أيّ فيلم من أفلامه مرتاحاً كما كان مرتاحاً في هذا الفيلم. وجد الرابط في الفيلم بين التمثيل المسرحي والسينمائي، كان جاداً جداً ومتأكداً مما يفعله، مرحاً، سعيداً وسط حشد من المنعزلين.
* Out 1 على MUBI
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا