منذ سنة 2000، التحق فراس بــ «غاليري أجيال» في الحمرا، وانضمّ للعمل في «غاليري صالح بركات» لدى افتتاحها سنة 2016. الغاليري وصالح بركات الذي نعاه على صفحته على فيسبوك، لم يجدا توصيفاً أو حصراً لعمله فيها. «كان فراس جزءاً من عائلة غاليري أجيال»، يخبرنا صاحب الغاليري صالح بركات على الهاتف، مختصراً بهذه العبارة حضوره الدائم فيها وعلاقة أخوية تمتدّ على مدى عشرين عاماً. ربّما كان فراس جنديّاً مجهولاً في المعارض التي تقيمها الغاليري، حيث أن جهوداً كهذه تتصدّرها أعمال الفنانين في النهاية. لكنّه لم يكن كذلك بالنسبة إلى الزوّار والفنانين والصحافيين الذين كان يزوّدهم بكلّ ما يحتاجونه في الغاليري. كان هناك دائماً، يستقبل الزوّار، يتابع العمل اللوجستي بدقّة وحرفيّة، منذ المراحل الأولى لإقامة المعرض حتى افتتاحه. في كلّ معرض كان له معرضه الخاص، هو الذي يضع اللمسات الأخيرة على أعمال الفنانين ولوحاتهم. يؤكّد بركات أن فراس كان من الأكثر مهارة في تركيب اللوحات، لا في «غاليري أجيال» فحسب، بل في كثير من الفضاءات الثقافية والفنية في بيروت التي كانت تستعين به دائماً في معارضها. وهي مهارة طوّرها مع الوقت، من خلال عمله وبعض الدورات التي التحق بها. كثيرون من فناني بيروت والزوّار ودّعوا فراس أمس بكلماتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن جيران الغاليري في الحمرا الذين اعتادوا أن يلقوا عليه التحيّة.
منذ سنة 2000، التحق بــ «غاليري أجيال» في الحمرا وانضمّ للعمل في «غاليري صالح بركات»
«الفنانون كانوا يقصدونه في جلسات عندما يحتاجون إلى دعم معنوي أو في حالات السأم والإحباط»، يخبرنا بركات، مشيراً إلى وداعة الشاب ولطفه. في كتابة سير المدن، ثمّة ما يتمّ تجاهله في العادة. وجوه سكّانها، الذين يصبحون مع الوقت جزءاً معنوياً وعاطفياً من شارع ما. ومع الوقت، يصير الشارع امتداداً لهذه الوجوه. لا تتوقّع أن تطأ شارعاً من دون أن تراها. فراس كان جزءاً من شارع عبد العزيز في الحمرا على مدى عشرين عاماً. وجه من الوجوه التي تصنع نكهة كلّ شارع من شوارع العاصمة. حتى لنخال أن هذه المدينة مركّبة من وجوه قاطنيها، معظمهم من جاء إليها للعمل وبقي فيها. أقام فراس حياته في بيروت. فيها قرّر أن يواصل حياته ويتزوّج وينجب طفلته، ويهدي من على شرفة شقّته حديقة خضراء للمدينة التي ابتلعه ركامها أخيراً.