في نهاية الأسبوع المقبل، يحيي الفنان زياد الرحباني حفلتَين في «كازينو لبنان»، وهذه أولى إطلالاته «الكبيرة» هذه السنة. بحسب البوستر، تشارك ثلاث مغنيات أساسيات في الحدث: مايا دياب، سيندا وDièse. الأولى غنية عن التعريف. بعد استقلالها عن فرقتها الأساسية (4 Cats)، عرفت شهرة واسعة في لبنان. أما عملها مع زياد الرحباني (حفلات «منيحة» ـــ 2009) والكلام عن التحضير لألبوم مسجَّل، فسمح لاسمها (من دون أغانيها) في اختراق شريحة من الجمهور اللبناني والعربي غير المهتم بالموجة التجارية. في ما خصّ سيندا، هي الأميركية السمراء سيندا رامسور التي شاركت في أكثر من مناسبة مع زياد خلال الأشهُر الأخيرة. لكن من هي Dièse؟ مَن هي تلك الفرنسية الحسناء التي تشارك في موعد موسيقي مع زياد الرحباني؟ من هي تلك الشابة الحليقة الرأس، المثيرة فوق الحدود المتعارف عليها هنا؟ سنجيب عن هذه الأسئلة وغيرها، استناداً إلى سيرة ومسيرة المغنية الفرنسية كما إلى مقابلة مختصرة أجرتها معها «الأخبار» بالمراسلة، على أن نعود إلى تفاصيل حفلتَي زياد في الكازينو الأسبوع المقبل.
في الواقع ليست دييز غريبة كلياً عن اللبنانيين. من تابع الموسم الثاني من The Voice بنسخته الفرنسية يعرفها جيداً. ومن حضَر حفلة نجوم البرنامج الفرنسي ضمن «مهرجانات جونيه» الصيف الماضي سمع أداءها الحي وشاهدها هنا، في لبنان. لكنّ وجود اسم لبناني في المجموعة (أنطوني توما) حوَّل الأنظار، إلى حدّ ما، عن الأسماء الباقية.
هي من أصول مغربية/ فرنسية. مولودة في فرنسا عام 1988. اسمها الأصلي ساره بشير، لكنها اتخذت لنفسها اسماً فنياً وموسيقياً أيضاً. انطلقت شهرتها منذ ظهورها الأول في «ذو فويس»، علماً أن لها تجربة فنية منذ مراهقتها. دييز صوتها جميل. حضورها قوي... بل أكثر. وجهها متعدِّد الملامح: فيه الأفريقي والعربي والأوروبي وقليلٌ من التأمُّل يظهِر خطوطاً آسيوية! السنة الماضية اشتركت في برنامج «ذو فويس2» بنسخته الفرنسية. غنّت خلال مرورها أمام لجنة التحكيم بالفرنسية والإنكليزية، فاختارت عناوين معروفة من الريبرتوار الفرنسي، وكذلك البوب المعاصر (أزنافور، بولناريف، أديل، ليدي غاغا وغيرهم).
تعود دييز إلى لبنان، هذه المرة بضيافة زياد الرحباني وبدعوة من المنتج أمين أبي ياغي. إن كانت تتمتع بحساسية موسيقية عالية، ستكتشف أن ثمة من لا يزال يتقن صناعة الموسيقى والأغنية الشعبية المحترمة، في زمن القحط (هنا، في فرنسا والعالم). مع الأسف، الأصوات الجميلة كثيرة لكن العنصر المهم بات الشكل وليس الموسيقى. ووصلت الوقاحة إلى تغليب الشكل حتى على الصوت.
دييز لا تعرف زياد. تقول: «أصدقاء عديدون كلّموني عنه، لكن سيكون لي شرف لقائه والتعرّف إليه قريباً». ولدى إشارتنا إلى التشابه في الرؤية إلى الأغنية الشعبية والحياة بين زياد والراحل سيرج غينسبور (كونها تعرف الأخير بالتأكيد)، تعبِّر عن «رغبة إضافية في اللقاء بزياد ومشاركته المسرح، خصوصاً أنّ سيرج هو مرجع موسيقي ليس في فرنسا فحسب، بل أبعد من ذلك. أنا أعشق عفويته ونصوصه الملتزمة. زياد أيضاً فنان كبير، فقد أجريت بعض البحث عنه وأحببت عالمه الموسيقي الجازي/ الشعبي». كلمات جميلة تلتها أخرى محيِّرة. عند سؤالنا عن مُثلها العليا في الأغنية الفرنسية والموسيقى عموماً، أجابت: «أزنافور، بريل، ميشال برجيه... ثم فرنسوا فلدمان ودانيال بالافوان!». أما عالمياً، فتبدو أقرب إلى الموجات الضاربة من أزمنة وأنماط ومستويات فنية مختلفة: أريثا فرنكلين، Queen، مايكل جاكسون، Boney M.،... وتحب أصوات: سيلين ديون، ويتني هيوستن، كريستينا آغيليرا ومن نجوم فرنسا الحاليين تعشق صوت أمل بنت. ماذا عن المستقبل؟ تقول: «أعمل على ألبومي الأول وأتعاون مع منتجين كبار لتقديم نتيجة على مستوى تطلعاتي». وهل من مشاريع مع زياد؟ تجيب: «هذا شرف لي. لكن لنلتقي أولاً. أنا أؤمن أن التفاعل الحي مع الآخر يحدِّد العلاقة به لاحقاً. في كل الأحوال، إنها فكرة جيدة جداً». ماذا ستغني دييز مع زياد في الكازينو؟ للحديث صلة.



21:00 مساء 5 و6 نيسان (أبريل) ـــ «كازينو لبنان» ــ للاستعلام: 01/999666