عرفت حليم جرداق عن قرب، وأكنّ له معزّة خاصة، كان أقرب إلى القديس، والمتصوّف وقلائل مثله الذين عرفوا معنى «عين الرضا» الكتاب الذي ألّفه ولا يعرفه كثر من الناس وارتقى بعدها إلى مرحلة الرضا. أستذكر هذا الفنان الذي يُعدّ من القلائل المتصوّفين القديسين الذين وصلوا إلى «عين الرضا». بعد تجربة ثلاثين عاماً، أجد من الصعوبة أن ينظر المرء بهذه العين. حليم جرداق فنان كبير ورسام وكاتب ونحّات، فقده لبنان ولم يعرف قيمته بسبب غياب المتاحف والمؤسسات في هذا الوطن الجريح. إنسان كبير ومتواضع مثله، سيطوى بالتأكيد في غياهب النسيان، لأنه من الذين أعطوا ولم يأخذوا في المقابل. أكرّر قولي: «عين الرضا» لأنها من أعلى صفات الإطراء. حليم جرداق شخص متنوّر، من خلال تجربته المتراكمة التي وصل من خلالها إلى الرضا الداخلي.
* صاحب صالة «أجيال» و«غاليري صالح بركات»