من قال إنّ الشائعة تعترض مسيرة النجوم والفنانين فقط، فتطلّقهم من أزواجهم وتزوّجهم آخرين؟ في هذه الأيام، تطرق الشائعات باب الاعلاميات بكل إصرار، فكيف إذا كنّ من ضمن فريق قناة «الجزيرة»، التي صارت الأكثر إثارة للجدل منذ اشتعال «الربيع العربي»؟
قبل أيام، تداولت بعض المواقع الالكترونية خبر استقالة العراقية ليلى الشيخلي (1965) التي تعمل مذيعة أخبار في المحطة القطرية منذ عام 2006، معلّلة تلك الخطوة بأنّ المقدّمة «تعاني التهميش الذي لا يتناسب مع خبرتها وكفاءتها الإعلامية، وخصوصاً أنّها تعدّ من أفضل الإعلاميات العربيات». بدا الخبر للوهلة الأولى مُستغرباً، لأن الشيخلي تعمل في القناة بصمت وهدوء، ولم تصادف أي مشكلات خرجت إلى العلن مثلما حصل مع زميلاتها السابقات لينا زهر الدين، وجمانة نمور، ولونا الشبل، وجلنار موسى، والتونسية نوفر عفلي، اللواتي تركن «الجزيرة» عام 2010 بعد مشاكل جمّة مع المشرفين على المحطة، الذين باتوا يتدخلون في أدقّ تفاصيل عمل الاعلاميات.
تلك الحجّة التي نشرتها المواقع الالكترونية لم تكن كافية لإقناع الصحافة باستقالة المذيعة المدلّلة في القناة، بل توصف أحياناً بأنّها «غنوجة» المحطة، وهذا ما يجمع عليه أغلب العاملين فيها. منذ انطلاقها في «الجزيرة»، حاولت الشيخلي أن تكون المقدمة الأهمّ فيها، وفي هذا الإطار انفردت بمحاورة مجموعة من القادة السياسيين. ويمكن القول إنّ الشيخلي كانت من أوائل «المتحمّسين» لـ «صرعة» استضافة الاسرائيليين على الشاشة، حين أجرت عام 2007 مقابلة مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، بل شكرت «السيد بيريز» (كما قالت) مراراً على إطلالاته في المحطة!

بالطبع، لم تترك الشيخلي عملها، ولن تستقيل في الوقت القريب، بل هناك أكثر من رابط يجعلها ثابتة الآن في المحطة القطرية، أكثر من أيّ وقت مضى. تكشف مصادر مقرّبة من «الجزيرة» أن المذيعة العراقية لا تعاني أيّ أزمة مادية تدفعها إلى تغيير عملها، كما أن زوجها المذيع العراقي جاسم العزاوي، لا يزال يعمل في «الجزيرة» الناطقة بالإنكليزية، كذلك فإن هناك رابطاً بين عمل الثنائي يوجب عليهما إما ترك وظيفتيهما معاً والسفر إلى الخارج والانطلاق في مجال جديد، أو البقاء تحت سقف الدوحة.
أما الحجّة الثانية التي بررتها المواقع الالكترونية، بأن الشيخلي غير راضية عن موقف «الجزيرة» من الاحداث العراقية الأخيرة، وخصوصاً استعداداتها لتغطية الانتخابات النيابية في نيسان (أبريل) المقبل، تكشف مصادر مقرّبة من الاعلامية أنّ «الشيخلي لا تتدخّل في سياسة المحطة، وخصوصاً أن موقفها من الأحداث العراقية يتلاءم مع رأي القناة». وتصنّف مصادر «الجزيرة» خبر استقالة ليلى ضمن شائعة تصيب كل اعلامية تعمل في المؤسسة، وكان آخرها الأحاديث التي انتشرت عن استقالة ايمان عياد، وتبيّن في النهاية أن الأخيرة مصابة بمرض السرطان وشفيت منه ثم عادت الى الشاشة (الأخبار 23/12/2013). باختصار، الشيخلي لا تزال تحافظ على كرسيها في تقديم الاخبار، ولا شيء صحيحا عن استقالتها، وستطلّ على الشاشة باستمرار.


يمكنكم متابعة زكية ديراني عبر تويتر | @zakiaDirani