غداً، تنطلق فعاليات استعادة إرث كمال الحاج (1916 ـــ 1976) بعد حوالى 4 عقود على رحيله. إصدار هذا الإرث الكامل بين دفّتَي كتاب، من شأنه إعادة المفكّر اللبناني إلى أذهان القرّاء والأكاديميين والطلاب لمراجعة أفكاره وتقويمها ومقاربتها. هو وريث تلك الحقبة التأسيسية الغزيرة في النصف الأوّل من القرن العشرين في لبنان، التي احتضنت تجارب رئيف خوري، وميشال شيحا، ونقولا الحداد وغيرهم ممن شغلتهم الترجمة واللغة والأدب والتنظير الفلسفي والهموم الفكريّة والسياسية على اختلاف توجهاتهم الفكرية.
هكذا، جمع الفيلسوف اللبناني الترجمة («رسالة في معطيات الوجدان البديهية» للفيلسوف الفرنسي هنري برغسون، وغيرها). والفلسفة، واللغة، والفكر، والسياسة والتاريخ. ابن البيئة اللبنانية الحاضنة للطوائف، كتب «في الفلسفة اللبنانية»، و«في الميثاقية الطائفية البناءة»، و«في النصلامية إزاء الصهيونية»، و«تيارات فلسفية» وغيرها من القضايا التي كانت تضج بها الساحة الفكريّة في ذلك الوقت.
يتركّز اللقاء على المحاور الأساسية في فلسفته
أبرز نشاطات «أيام كمال الحاج»، هو المؤتمر الأكاديمي الذي تحتضنه «قاعة عصام فارس» في «جامعة اللويزة في لبنان» (ذوق مصبح) حول المحاور الأساسية في فلسفته يومي الجمعة والسبت. هكذا سيناقش المؤتمر الذي يشارك فيه أكاديميون من الجامعات اللبنانية وطلاب جامعيون، أفكار الكاتب وفلسفاته، كفلسفة اللغة، وفلسفة النصلامية، وفلسفة القومية اللبنانية، والفلسفة اللبنانية، إلى جانب فقرة تفسح المجال أمام الطلاب لمناقشة أفكار الراحل. نشاط آخر على برنامج الحدث هو «الاحتفالية الكبرى» التي يختتم فيها المؤتمر. في الاحتفالية الكبرى التي يشارك فيها ابنه الأكاديمي يوسف كمال الحاج، وميشال إده، ورئيس الجامعة الأب وليد موسى وغيرهم، سنشاهد وثائقياً عن الراحل، وسترفع الستارة عن تمثال كمال الحاج في الجامعة. كذلك، سيتمّ توقيع الميثاق التأسيسي لـ«أسسية كمال يوسف الحاج» عن «بيت الفكر» الذي أصدر نتاجه الكامل وسيترجمه لاحقاً. كما ستطلق جائزة سنوية باسمه للإبداع الفكري. وستعمل الدار على مادّة الفلسفة اللبنانية في الجامعات اللبنانية.
«أيام كمال الحاج»: من 26 حتى 30 آذار (مارس) ـــ «جامعة اللويزة في لبنان» (ذوق مصبح) ــ للاستعلام: 09/208881