الإسكندرية | لم يكن أوّل من أمس عادياً في الإسكندرية. بعد 13 سنة من الغياب عن المحروسة، أطلت المغنية اللبنانية ماجدة الرومي في حفلة مميّزة أحيتها في «مكتبة الإسكندرية»، من تنظيم قنصل لبنان العام في مصر أسامة خشاب ومحافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدي، وبرعاية وزير السياحة المصري هشام زعزوع و«الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي». «سامحك الله، لقد أبكيتنا». عبارة أجمع عليها كل من زعزوع والمهدي في بداية كلامهما على المسرح، بعدما دعاهما خشّاب إلى الصعود، إثر إطلالة الرومي التي استقبلها الجمهور بتصفيق حار. قدّمت الفنانة التحية إلى مصر «الغالية»، وإلى شعبها «العظيم الذى أبهرنا في ثورة 30 يونيو»، وإلى قواتها المسلحة. زعزوع اعتبر الحدث بمثابة «بداية مبكرة للموسم السياحي الصيفي»، مؤكداً أنّ مشاركة الفنانين العرب في هذا النوع من الاحتفالات «تجدّد الأمل بالسياحة المصرية وتدعم التواصل مع الأشقاء العرب كافة».
بعد تسليم الرومي مفتاح الإسكندرية الذهبي، قال المهدي إنّ «الدماء التي تنزف من أجل الحفاظ على الحضارة المصرية تستدعي منّا التكاتف من أجل دعم البلاد»، موجهاً التحية إلى كلّ العرب والمصريين الذين شاركوا في الاحتفال لـ«دعم الأمن والأمان والاستقرار في الإسكندرية». بدوره، اعتبر قنصل لبنان العام أنّ الرومي هي «حاملة لواء الفن الراقي والهادف»، واصفاً الليلة بأنّها «من العمر».
الحاضرون الذين تخطى عددهم الـ ١٥٠٠ وأتى بعضهم من لبنان والجزائر وتركيا والكويت، تفاعلوا بقوّة مع باقة من أجمل أعمال الرومي التي غنّت على مدى ساعتين تقريباً. البداية كانت حين مزجت مقطعاً من النشيد الوطني المصري «بلادي بلادي» بآخر من اللبناني «كلّنا للوطن»، قبل أنّ تنتقل إلى أغنيتها «غمّض عينيك». بعدها، تنقّلت بين «عم يسألوني»، و«خدني حبيبي»، و«غني للحب»، و«اقبلني هيك»، و«بالقلب خليني»، إضافة إلى «أحبّك جدّاً»، و«ساعات»، و«كلمات»، و«اعتزلت الغرام»، و«سمراء النيل»، و«يا بيروت»، و«أنا كل ما قول التوبة» لعبد الحليم حافظ، لـ«يثور» الحاضرون مع الأغنية الأخيرة التي انتقتها الرومي من أرشيف «العندليب الأسمر» أيضاً وهي «أحلف بسماها وبترابها».
قبل الانتقال إلى زراعة شجرتي أرز في «المنتزه» (شرق الإسكندرية)، أكّدت الرومي في لقاء جمعها أمس بممثلين عن الجالية اللبنانية في الإسكندرية في الفندق الذي تقيم فيه، أنّ حفلة الخميس الماضي واحدة «من أجمل الحفلات التي أحييتها في حياتي»، علماً بأنّ تأثرها كان واضحاً أثناء وجودها على المسرح، حيث تألقت بفستان أبيض مطرّز باللونين الذهبي والأخضر.
على صعيد الحاضرين، حضر بين الجمهور رئيس «الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي» السفير ناصر حمدي، ومدير «مكتبة الإسنكدرية» إسماعيل سراج الدين، فضلاً عن مجموعة من الدبلوماسيين، على رأسهم قنصل كل من: بريطانيا، فرنسا، اليونان، فلسطين، تركيا، ليبيا، روسيا والصين.
رغم النجاح الكبير الذي حقّقته الحفلة، لوحظ غياب شخصيات فنية وثقافية وإعلامية معروفة، باستثناء الإعلامي المصري مفيد فوزي. على خط موازٍ، سبق الحدث نوع من البلبلة التي أثيرت في الشارع المصري نتيجة تضارب المعلومات التي تم تداولها أثناء التحضير للحفلة، التي كان قنصل لبنان العام أوّل من طرح فكرتها قبل أربعة أشهر. بعدما انتشر خبر أنّ الحفلة مجانية، ثارت حفيظة المواطنين بعدما اكتشفوا ارتفاع تذاكر الأمسية التي وصلت إلى ٢٨٥ دولاراً أميركياً. امتعاض ازداد بعيد إعلان الرومي تنازلها عن أجرها، وخصوصاً أنّ ريع الحفلة يعود إلى دعم «أزمات وطوارئ محافظة الإسكندرية».
بعيداً عن كل ما أثير عن الحفلة، منحت الرومي أوّل من أمس الحضور فرصة الاستمتاع بساعتين من الفن الراقي، مقدمة رسالة سلام ومحبّة، علّها تخفف من معاناة الشعوب العربية.

يمكنكم متابعة نادين كنعان عبر تويتر | @KanaanNadine