ها هو «هشك بشك شو» (إخراج هشام جابر) الذي كان مقرّراً له أن يقدم لشهرين في «مترو المدينة»، يحتفل غداً بتواصل عروضه بعد مرور سنة على انطلاقه. «حنكورة حكالنا حكاية، حتقلب حالنا حشونا حرام» (نجاح الموجي). إنها حكاية عرض لا يقتصر نجاحه على قيمته الفنية والاستعراضية، بل يمتد إلى جمال توافد جمهور لمشاهدته من مختلف الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية. حتى اليوم، ما زالت العروض تحجز أسبوعين مسبقاً، وما زال الجمهور يستغرب تلك الحالة «منذ متى نصل إلى المسرح في بيروت ولا نجد محلات شاغرة إلا للأسبوع المقبل؟».
ليس «هشك بشك» عرضاً مسرحياً، ولا حفلاً موسيقياً، بل استعراض غنائي، تختلط فيه أدوات المسرح بالموسيقى الحيّة والغناء، ليخرج عرض ترفيهي ينتمي إلى فنّ الكباريه في مستوى فنّي عالٍ يندر تقديمه في بيروت. في الفترة الأولى من العرض، طلب المخرج هشام جابر من المجموعة أن تنهيه من خلف الستارة بصرخة «هيّ دي مصر يا وله». إنها مصر التي شهدت أجمل الملحنين والكتاب والمغنين. فنانون عرفوا كيف يقدّمون الطقاطيق والألحان الشعبية إلى جانب الأغنيات الطربية.
لاحقاً، طلب جابر من الفرقة إضافة صرخة «يسقط يسقط حكم العكسر» عند نهاية العرض أيضاً، لأنّ «مترو المدينة» والفريق القائم عليه اختارا منذ البداية، أن يكون على ارتباط وثيق بما يحدث حوله في لبنان والعالم العربي، سياسياً وفنياً. لذلك منذ افتتاحه، اعتمد برمجة فنية تستوعب مختلف أنواع الموسيقى البديلة من الهيب هوب والراب والموسيقى الإلكترونية إلى جانب الموسيقى الشرقية الشعبية والطربية. على خشبته، قدّم عروضاً مسرحية من إنتاجه لضيوف «المترو». وحتى اليوم، ما زالت تقدم مسرحية «الطريق الجديدة» ليحيى جابر وتمثيل زياد عيتاني بنجاح كبير، فيما انطلق قبل أسابيع أيضاً عرض «من الآخر» لعايدة صبرا وبمشاركة ماريليز يوسف عاد وإيلي نجيم، بعروض ممتلئة حتى الآن. أما التجربة والمغامرة التي اقترحها المدير الفنيّ لـ «المترو» هشام جابر على المطرب عبد الكريم الشعّار في إحياء حفلة يقدم فيها الشعّار أغنية وحيدة لأم كلثوم، فتحوّلت موعداً شهرياً تقدم فيه حفلتان لأغنية كلثومية جديدة كل شهر، ينتشي فيها «المترو» والجمهور في لحظات طربية أصبحت نادرة في العالم العربي. كذلك، يثابر إيلي رزق الله على تقديم حفلات يغني فيها عبد الحليم حافظ، من دون أن يخلو البرنامج الأسبوعي من عروض الأفلام والبازار الشهري. «مترو المدينة» أعطى لعبارة «هشك بشك» معنى جديداً، وللمدينة فضاءً أجمل.

يمكنكم متابعة روي ديب عبر تويتر | @RoyDib00