في دورته السابقة التي أقيمت في كانون الأوّل (ديسمبر) 2019، رفع مهرجان «بيروت آند بيوند» شعار «الابتكار والتنوّع» من خلال البرنامج الفنّي وبرنامج المتخصّصين مع استضافة مزيج متناغم من فنّانين عرب وأجانب، صاعدين ومكرّسين في الموسيقى العالمية. يومها، لم ينحرف الحدث عن هدفه الرئيس: «التعريف بالموسيقى المستقلة في المنطقة العربية مع التركيز على الأعمال ذات المستوى الفني العالي». الأحداث الأخيرة التي هزّت لبنان، أرغمت القائمين على هذا الحدث الموسيقي الدولي إلى تأجيل الدورة السابعة، قبل أن يعودوا أخيراً بنسخة «استثنائية» لبنانية مئة في المئة، تحتضن فعالياتها مساحات بيروتية عدّة في 28 و29 شباط (فبراير) الحالي.هذا العام، ومع رغبته بمواكبة «اللحظة اللبنانية» الحالية، يرفع المهرجان الذي انطلق في 2013 صوت الموسيقى في كلّ أنحاء المدينة، ملتزماً هذه المرّة بالمشهد المحلّي المستقل الذي يرغب بـ «دعمه وإعطائه كلّ طاقته واهتمامه»، وفق ما تؤكد مديرته أماني سمعان في اتصال مع «الأخبار».

(كايلي ويتمان ــ الولايات المتحدة)

هكذا، سيحتلّ أكثر من 25 فناناً 16 فضاءً أساسياً في الساحة الموسيقية في العاصمة اللبنانية. في اليوم الأوّل، سيكون الجمهور في «استديو زقاق» (تقاطع كورنيش النهر ــ برج حمود)، بدءاً من الساعة التاسعة مساءً، على موعد مع العازف والمؤلّف الموسيقي بشّار خليفة وطوني جعيتاني بالإضافة إلى طارق يمني وليليان شلالا اللذين يعودان بتعاون جديد. أما برنامج اليوم الثاني، فيشمل: رباعي Jazzmine Bey (مزيان ــ الحمرا)، ثلاثي دونا خليفة (صالون بيروت)، Gizzmo وزيد حمدان (مترو المدينة ــ الحمرا)، «غوروميران» و«كالاميتا» و«بول» (Brazzaville ــ سن الفيل)، «مونما» ومدام Chandelier (رواق ــ مار مخايل)، الرابر جعفر الطفّار الذي يحمل في أغانيه قضايا المهمّشين والمستضعفين منذ أكثر من عشر سنوات (أنيس ــ مار مخايل)، المغنية وعازفة العود دالين جبور (أونوماتوبيا ــ السيوفي/ الأشرفية)، آلان أبي سليمان (توتا ــ الجمّيزة)، Escalier 301B (ديمو ــ الجمّيزة)، «نار» (إنترناسيونال ــ مار مخايل). وفي اليوم نفسه، يحتضن The Ballroom Blitz (الكرنتينا) إطلالات لـ Postcards، آية عطوي، Bunny Tylers، «جِنان»، «مودّة» وKid Fourteen.
وكما جرت العادة في النسخ السابقة من «بيروت آند بيوند»، يحافظ المهرجان بالتوازي مع الحفلات الموسيقية على منصّته المخصصة للتلاقي. هكذا، يستضيف محترفين عالميين لتبادل الخبرات مع فنانين محليين، كما ينظّم جلسة لمنصة الـ «سترمينيغ» الموسيقية «سبوتيفاي» للشرح للفنانين عن كيفية عمل التوزيع الرقمي واتّجاهاته.
مراعاة «المساواة بين الجنسين»، والحرص «الشديد» على احتضان تجارب تبصر النور للمرّة الأولى


في هذا السياق، تلفت أماني سمعان إلى أنّه بعد تجميد البرنامج الذي كان مقرّراً لكانون الأوّل 2019 بسبب الظروف الراهنة لا سيّما الاقتصادية، حاولنا إيجاد الطريقة الأمثل لتفادي إلغاء الدورة السابعة وتخطّي الصعوبات التي أفرزتها الأوضاع المستجدة. «على المستوى المالي، كانت هناك مشكلة في استقدام فنانين أجانب بسبب تعذّر الدفع بالدولار وإجراء التحويلات»، تقول. ثم تضيف: «على المستوى الإداري، كانت هناك صعوبة إضافية في التقدّم بطلبات جديدة للحصول على تأشيرات دخول للفنانين». لكن بعدما هدأت الأمور نسبياً في الشارع، وفي ظلّ تعطّش بيروت للأنشطة الثقافية والفنية، ارتأى القائمون على «بيروت آند بيوند» أنّ إقامة هذه النسخة ستُحدث فرقاً على هذا الصعيد، ويؤكّد «أنّنا مستمرون وقادرون على مواجهة التحديات الاقتصادية قدر المستطاع».
إلى جانب هذه العوامل، جاء القرار في أن تكون الدورة السابعة محلية بعدما «شعرنا بأنّ الفنانين، خصوصاً الصاعدين، غير قادرين على إقامة حفلات منذ فترة طويلة. كما أنّ الفضاءات في العاصمة شبه خالية من هذا النوع من الأنشطة حالياً». هذا ما توضحه سمعان مشدّدة على «أنّنا على يقين بأنّ هذه الخطوة ستشكّل متنفّساً اقتصادياً وفنياً ونفسياً للمشهد الفني في البلاد، ولو بشكل بسيط»، فضلاً عن أنّ الأسماء الأجنبية التي وافقت على الحضور أقل من السنوات السابقة (15 فقط). أما في ما يتعلّق بالبرنامج، فترى سمعان أنّ النسخة المحلية مناسبة «لاستضافة مجموعة كبيرة من الفنانين اللبنانيين (25) من خلفيات موسيقية منوّعة، بعد الحيرة التي كنّا نقع فيها لاختيار عدد معيّن»، مع مراعاة «المساواة بين الجنسين»، والحرص «الشديد» على احتضان تجارب تبصر النور للمرّة الأولى. هنا، تشير أماني مثلاً إلى الافتتاح مع طارق يمني وليليان شلالا، فيما تلفت أيضاً إلى أنّ جميع الأنشطة مجانية.

* الدورة السابعة من مهرجان «بيروت آند بيوند» (النسخة المحلية): الجمعة والسبت 28 و29 شباط ــ فضاءات مختلفة في بيروت. الدخول مجاني. للاستعلام: 03/524400 أو www.beirutandbeyond.net