من ناحيته، يتحضّر المخرج مؤمن الملّا لمباشرة تصوير مسلسله «سوق النسوان» (عن فكرة للمخرج بسام الملّا، سيناريو وحوار حنان حسين المهرجي، إخراج مؤمن الملّا، إنتاج «ميسلون» لصالح mbc). بحسب الجهة المنتجة، سيكون العمل اجتماعياً لا دراما بيئة شامية كما جرت العادة، وسيتناول الفترة الممتدة بين عامَيْ 1950 و1960، مسلّطاً الضوء على حالات إنسانية واجتماعية سورية. على مدار مجموعة أجزاء متلاحقة، سيعيش بطل الحكاية تراتبية تقليدية لها علاقة بقصص حب واغتراب عن أهله وانتماء لمكانه. حتى الآن، لم يُحسم أمر الأبطال المشاركين في المسلسل بعدما اعتذرت سلافة معمار عن عدم أداء الدور لأسباب مادية، فيما يتم التفاوض مع مجموعة ممثلين لبطولة هذا العمل من بينهم فادي صبيح.
على طرف مقابل، باشر المخرج محمد زهير رجب تصوير مشاهد مسلسله الشامي الجديد «بروكار» (تأليف سمير هزيم، وإنتاج «قبنّض») الذي يتشارك بطولته عبد الهادي الصبّاغ، وسلمى المصري، ونادين خوري، وزهير رمضان، وسعد مينه، ويزن الخليل، وقاسم ملحو، وعلاء قاسم، وزينة بارفاي. بحسب كاتبه، يختلف العمل عمّا قُدّم سابقاً من دراما شامية، كونه خلطة معاصرة وقديمة تنأى بنفسها عن المصطلحات التي تمّ تكريسها في هذا النوع من الأعمال سابقاً، فيما سيكون للحكواتي حصة جيدة في حكاية تدور أحداثها في أربعينيات القرن الماضي وتحكي عن كواليس صناعة «البروكار» الشامي خلال تلك الحقبة الزمنية التي كانت تزدهر فيها بعض الصناعات المحلية، مع محاولة أحد المهندسين الفرنسيين سرقة هذه الصناعة والخروج بأخرى بديلة للقضاء على الصنعة الوطنية. في حديثه مع «الأخبار»، يقول سمير هزيم إنّ المسلسل ينطلق من «مهنة نسج البروكار بخيوطه الثلاثة الرئيسية: خيط الذهب، وخيط الفضة، وخيط الحرير الطبيعي... هذه المهنة هي انعكاس رمزي لحالة التنوّع في المجتمع السوري. وهو سيقدّم روايته من خلال مجموعة شخصيات أهمها «أبو النور» (عبد الهاي الصباغ) تاجر خيط الذهب والزعيم الأكثر شعبية في الحارة، الذي تتعرّض أسرته لهزّة شديدة على خلفية شائعة تنال من شرف زوجته.
يتحضّر مؤمن الملّا لتصوير مسلسله الذي سيتناول الفترة الممتدة بين عامَيْ 1950 و1960
أما «عزمي بيك» (زهير رمضان)، فهو الزعيم الأقل شعبية في الحارة والسياسي المخضرم الذي ينتمي إلى الكتلة الوطنية. يؤخذ عليه أنّه سرق مال شقيقه «الهمشري» الذي يجسّد دوره سعد مينه، فيما تكون «بثينة» (زينة بارافي) محور القصة وكلّ شيء يدور من أحداث هو على ضفاف شخصيتها».
أما عن البنية الدرامية، فيقول الكاتب إنّ «الحكاية الأساسية تأتي جرّاء فعل يحاول بعض الجنود الفرنسيين القيام به انتقاماً من أفعال «الهمشري»... فتحدث جريمة غامضة يعجز الجميع عن كشف لغزها، لتتفاعل الأحداث إلى النهاية». في هذا السياق، يوضح هزيم أنّ مسلسله «ليس توثيقاً للعادات والتقاليد الشامية، إنّما دراما فولكلورية في بعض جوانبها من حيث الملابس ومواقع التصوير فقط... أما التفاصيل، فهي من خيال الكاتب معتمداً على بعض الوقائع من أجل تحديد زمن العمل». ويضيف: «تدور الأحداث في فترة تشكيل حكومة المديرين برئاسة بهيج الخطيب، أي في عام 1942. حادثة المهندس «جاك» وسرقته لمهنة البروكار ومحاولة استبدالها بصناعة فرنسية بديلة هي الجاكار ليست بالضرورة واقعية، لكن الثابت أنّها حدثت خلال فترة الاحتلال الفرنسي».