سجن رومية هو المختبر الذي اختاره الأخوان فريد وماهر صباغ لإجراء الفحوص الجينية على 18 شخصاً من أبطال مسرحيتهم «الطائفة 19».
أمس، عقد مؤتمر في «قصر المؤتمرات» في الضبية، حيث ستُعرض المسرحية الغنائية الاستعراضية في 14 آذار (مارس) الحالي. لا يطرح العمل دوافع هؤلاء لارتكاب جرائمهم، لأن المكان ليس سوى نموذج مصغر عن المجتمع اللبناني، المكون من 18 طائفة. المسرحية محاولة لتشكيل طائفة جديدة، عقيدتها العيش المشترك ورفض الإرهاب ونبذ العنف وقانونها المساواة.
هكذا، تفتتح المسرحية فصلها الأول على زنزانة اسمها لبنان، حيث كل سجين منحاز إلى طائفته. يستعين العمل بوجوه شابة ومخضرمة كيوسف الخال، نبيل أبو مراد، خالد السيد، نزيه يوسف، أسعد حداد، عبدو شاهين، جيسي عبدو، زاهر قيس. وقد صمّمت يارا عيسى الخوري ديكورات المسرحية، ورسم السينوغرافيا رامي صباغ، والرقصات غريغور كلاشيان، وصممت أزياءها فاتن مشرف، وتولى الهندسة الصوتية شادي سعد، ونفّذ الإضاءة شادي نون.
للمرة الأولى، يقدم الأخوان مسرحية عن لبنان، بعدما طرحا قصة من كوبا في أول أعمالهم «تشي غيفارا» (2006)، ثم قدما رؤيتهما الخاصة لسيرة صلاح الدين الأيوبي في «أيام صلاح الدين» (2011). هنا، يضعان إصبعهما على جرح ينزف منذ أيام الحرب اللبنانية، وعززته الانقسامات السياسية والمذهبية في البلد.
يوضح فريد صباغ لـ«الأخبار» أن «أحداث المسرحية تجري مستقبلاً، ربما غداً، أو بعد 30 سنة». ويرى أنّ «الأزمة السياسية في لبنان، هي أحد أسباب المشاكل. كل طائفة تشد السفينة نحوها. وفي النهاية نضع اللوم على الأفرقاء في الخارج، ونبرئ أنفسنا من أي تهمة». وينتقد تمسك الدولة اللبنانية بخانة الطائفة في سجلاتها، وإن كانت قد رفعتها عن بطاقة الهوية، وأمكن إزالتها عن إخراج القيد، «لكن مجرد كونك لبنانياً، يعني أنك تنتمي إلى إحدى الطوائف الـ 18، وإذا أردت التخلي عن الطائفة، فذلك يعني أنك تتخلى عن الجنسية، بسبب فجوة في القانون 1960 الصادر عام 1936». ويضيف: «إذا توافقت مجموعة أشخاص على معتقد أخلاقي أو أدبي، فلمَ لا يحق لهم تأسيس «طائفة» بعيداً عن الزعامات التقليدية في لبنان؟». يرفض اعتبار الموضوع بعيداً عن الواقع. يقول: «نطرح الأمر اختيارياً، وقد قطعنا مرحلته الأولى بإطلاق المسرحية».
يقدم الأخوان صباغ «الطائفة 19» كعمل غنائي استعراضي، لكن الأكيد أن موضوعها سيجعل الجمهور ينظر إليها بعين مختلفة. فهل يتقبلها كدعوة إلى التغيير أم ستذكّره بالوطن الحلم الذي اخترعه الرحابنة؟




توارد... أسماء

سجل الأخوان فريد وماهر صباغ حقوق مسرحيتهما واسمها في وزارة الاقتصاد، وفوجئا بأن شركة «أونلاين بروداكشن»، بدأت تصوير عمل درامي اختارت له العنوان نفسه، فتوجها إلى صاحب الشركة زياد شويري طالبين منه استبدال العنوان. لم يتأخر المنتج في الاستجابة للأمر، وتغير العنوان إلى «ولاد البلد» الذي يعرض حالياً على «المؤسسة اللبنانية للإرسال». يعلق صباغ بأن الأعمال التي تقدم في الدراما التلفزيونية عن الموضوع الطائفي، غالباً ما تكون قصة حب مرفوضة بين شاب وفتاة لانتمائهما إلى طائفتين مختلفتين، «لكننا في المسرحية ندخل في عمق الطائفية».