القاهرة | الفارق الكبير بين إدارة شبكتي «سي. بي. سي» المصرية، و«إم. بي. سي» السعودية يفسّر إلى حدّ ما حملة الشائعات التي طاردت برنامج «البرنامج» (الجمعة 22:00 ــ mbc مصر) عبر المواقع الإلكترونية منذ الجمعة الماضي. الفارق يتمثّل في عدم القدرة على الضغط على أصحاب القناة السعودية، عكس ما قيل بأنّه حصل مع مالك «سي. بي. سي» محمد الأمين الذي لم يتحمّل الضغوط بسبب جرأة باسم يوسف وسخريته.
حالياً، الوضع في القناة السعودية مختلف، فالتظاهرات المعارِضة التي تحاصر مسرح باسم يوسف في وسط القاهرة، لم تمنع تصوير أيّ حلقة، ولم تؤثّر في دخول أو خروج الجمهور وفريق العمل، بل باتت أشبه بالكرنفال الذي يستفيد منه يوسف في مضمون حلقاته. كما أنّ السعودية ليست قطر بالنسبة إلى مصر، وهي غير متهمة حتى الآن بخلخلة استقرار البلاد، كما اتُّهمت الدوحة عبر قناة «الجزيرة». إذاً، الحلّ هو حرب أعصاب تقوم أساساً على شائعات تجد طبعاً من يصدّقها، بما في ذلك الصفحة الرسمية للفريق الطبي الخاص بالقوات المسلحة الذي أجهز عليه باسم يوسف بالنقد اللاذع مساء الجمعة الماضي. قبل ساعات من بث الحلقة، إنطلقت شائعة عن منع «إم. بي. سي مصر» الإعلامي من الظهور، بدعوى أنّ الفقرة تتضمّن اتهامات للفريق الطبي الخاص بالقوات المسلحة المصرية. لكن باسم ركّز كالعادة، على مبالغات أعضاء الفريق أنفسهم في التعبير عن «الاكتشاف» الجديد الذي يعالج فيروس «سي» والإيدز، خصوصاً الطبيب إبراهيم عبد العاطي صاحب العبارة الشهيرة «أخد من المريض الايدز وأديلو بدلاً منه صُباع كفتة»! صحف مصرية أجرت حوارات مع عبد العاطي وكتبت على المانشيت بالخط العريض «حوار مع اللواء كفتة». لكن هذه الصحف لا تزعج الغاضبين من باسم يوسف رغم قلة مهنيتها، بل إنّ التركيز كله هو على صاحب «البرنامج». لذا، حين عرضت «أم. بي. سي» الحلقة، خرج موقع «الفجر» الإلكتروني في اليوم التالي بخبر يؤكّد أنّ «الشبكة السعودية فسخت التعاقد مع المقدّم، لأنّها لم تعد تحتمل انتقاداته للقوات المسلحة». لم تحقّق الشائعة الإنتشار اللازم، ولم يعتذر عنها «الفجر»، فقام أحدهم يوم الأحد بفبركة بيان منسوب لـ «أم. بي. سي. مصر» يؤكّد على فسخ التعاقد علّ الشائعة تنتشر وتؤثّر أقلّه على المعلنين. هكذا، وجدت mbc نفسها مضطرة لتكذيب البيان على لسان مسؤولها الإعلامي في مصر مدحت حسن. لكن التكذيب لم يصل إلى الصفحة الرسمية للفريق الطبي الذي واصل وضع «بوست» يؤكّد على فسخ التعاقد بين القناة السعودية و«البرنامج». إذاً الفريق الطبي المتهم بأنه بالغ في امكانات «اكتشافه» المثير للجدل، ينشر أخباراً كاذبة ويدخل في معركة مع برنامج ساخر. أما اللوم دائماً، فلا يتحمّله سوى باسم يوسف. اليوم، بات على mbc أن تؤكّد أسبوعياً قدرتها على الصمود حتى لا تضطر لفرض الغياب على يوسف الذي سيوضع تحت مجهر أكثر دقة وصرامة، بعدما أعلن المشير عبد الفتاح السيسي رسمياً أمس نيّته الترشح للرئاسة.


يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر | @MhmdAbdelRahman