عماد مغنية (1962ـــ 2008)، الاسم الذي حيّر العالم في حياته وبعد استشهاده، قيل الكثير عن كيفية ردّ «حزب الله» على اغتيال أحد أبرز قادته، لكن حتى الآن، لم نشهد أي عمل فنّي بحجم هذا الرجل. وثائقي «الطبق البارد: هدف بوزن العماد» (فكرة وإعداد وسيناريو علي شهاب وحسن عبد الساتر، إنتاج «نانو ميديا»)، الذي عرض أوّل من أمس على قناة «الميادين» (23:00)، حاول مقاربة عمليات الردّ المحتملة أو التي حصلت بالفعل!
وثائقي (52 دقيقة) مطعّم بنكهة درامية جسّدتها شخصية «المحقّق»، الذي لا نرى له وجهاً. شخصية طرحت فرضيات عدة، ومنها انطلق سيناريو العمل محاولاً تقديم الإجابات عنها. مدير الأبحاث في شركة «نانو ميديا» حسن عبد الساتر، تحدّث لـ«الأخبار» عن هذا العمل الذي وجد فريق إعداده صعوبة كبيرة في الكلام عن الشهيد مغنية، نظراً إلى «التكتم الشديد حوله والشحّ في المعلومات»، إضافة إلى امتناع «حزب الله» عن التحدّث.
ما العمل إذاً؟ ارتأى المعنيون الاتكاء على مصادر صحافية أجنبية بحثية، وتحديداً أميركية، للإجابة عن فرضيات عملية الردّ واحتمالاتها، وتوقيتها، ومكانها وزمانها. هل هو داخل فلسطين المحتلة أم خارجها أم في الاثنين معاً؟ هل جرى الردّ فعلاً ولم يُعلََن؟ مجموعة فرضيات أجابت عنها شخصيات من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان و «إسرائيل»، من خلال توليفة لمجموعة تصريحات تلفزيونية أدلت بها تلك الشخصيات، إضافة إلى الاستناد إلى مواقف الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله عن «ساحر المقاومة» وتحليل خطاباته في هذا الإطار لاستنتاج كيف سيكون شكل الردّ. في موزاة هذه المشهدية، جاءت سيرة عماد مغنية منذ ولادته حتى استشهاده «ليتكشّف تدريجاً وزن هذه الشخصية، ومعها وزن الردّ على عملية اغتياله» بحسب عبد الساتر. في هذا الإطار، يسجَّل للعمل غناه في مجال الصور والمعلومات، مع بث فيديو لمغنية ينشر للمرة الأولى حصل عليه الفريق من عائلته. الجديد الذي قدمه الوثائقي الإضاءة على حجم الردّ المتوقع من «حزب الله» على عملية اغتيال مغنية، وتمثل في تأكيد فرضية استهداف شخصيات أمنية وسياسية ذات مستوى رفيع بحجم القائد الشهيد.
ليس «الطبق البارد: هدف بوزن العماد» التعاون الأول بين «الميادين» وشركة «نانو ميديا». عرضت القناة أكثر من خمسة أعمال تدور تقريباً في الفلك عينه، أيّ في السياسة والأمن والاستراتيجيا، منها: «حافة الهاوية» و «على خطوط التماس» و«تموز الحكاية»، لكن المختلف في فيلم مغنية الذي تميّز بـ«جرأة» في المعالجة، وبمعلومات ومصادر ليست في متناول الجميع استغرق جمعها أكثر من 6 أشهر، هو إدخال العنصر الدرامي عليه، عبر مشاهد تمثيلية تطلق العنان للأحداث وتربط بعضها ببعض. شخصية «المحقّق» الصامتة في العمل مثّلت «أكثر من طرف»، واختصرت غياب الأطراف المعنية بحسب عبد الساتر. ومن الناحية الإخراجية، تخلّلت العمل مجموعة لرسوم غرافيكس، ونكّهت بحركة موسيقية، ولا سيّما الجزء المخصّص لعرض مسيرة عماد بهدف تسهيل ولوج هذا الجزء في باقي مفاصل الوثائقي، لكن ما كان ينقص الشريط هو إعطاء المشاهد فسحة للتنفس عبر فواصل قصيرة موسيقية كفيلة بنقله تدريجاً من استعراض سيرة مغنية الى غرفة المحقق وفرضياته.


يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab