يتفق مسعود مع الرأي القائل بأنه لا يدفع ممثل المسرح نحو الخشبة سوى شغفه، طالما أنه لا يحصد لا شهرة ولا مالاً، ويتعب شهوراً متواصلة ليأتي شخص آخر يقيّم جهده في ربع ساعة!
وفقاً لكلّ ما سبق، يعيد مسعود تجربته مع ابنته في مسرحية جديدة تنطلق عروضها مطلع العام المقبل بعنوان «هوى غربي» (تأليف لوتس مسعود وإخراج غسان مسعود ــــ بطولة: ميسون أبو أسعد، سيف الدين السبيعي، لجين اسماعيل، روبين عيسى، جمال قبّش...). عن هذا العرض، يقول: «كنت أسأل نفسي دوماً منذ بداية الأزمة في سوريا عن مدى صدقية بعض الأصوات التي ارتفعت وموضة التخوين، وحقيقة الانتماء ومفهومه. وعندما قدّمت لي لوتس فكرة تحاكي شريحة حسّاسة يترك سلوكها مساحات استفهامية واسعة، قررت أن أذهب مع هذا المقترح... والشريحة هي كل من غادر سوريا عندما اندلعت الحرب، وعاد بعدما هدأت». لكن ما الجديد في مثل هذا الخيار؟ وكيف يمكن معالجته مسرحياً بصورة وافية؟ يجيب: «العفوية المطلقة التي تمتاز بها لوتس هي الملمح الأبرز والمفتاح المثير الذي يدعوك لتبنّي ما تنجزه، ونصيحتي لها كانت عدم التخلي عن هذه العفوية نهائياً، وهو ما يميز حكايتها. سبق لنا أن قدّمنا مع الراحل فواز الساجر عرضاً للكاتب الأميركي وليم سارويان بعنوان «سكان الكهف» كتبه خلال 24 ساعة، ورفض أن يعدّل فيه حرفاً بقصد المحافظة على طبيعته كمادة خام. وعندما أراد الساجر أن يخرج هذا العرض، قال لنا بأننا أمام فرصة مهمة لنؤلف نصّنا بناءً على هذا النص. في المسرح، هناك كتابة أولى تخصّ المؤلف وكتابة ثانية تخصّ المخرج، وكتابة ثالثة تخصّ الممثل. أما عن مسرحة الحدث وحرفه عن أي مسار سبق التطرق إليه، فهذه مَهمتي وأدركها تماماً».
الحكاية تنطلق من بيت يدلّ برمزيته إلى سوريا
الحكاية في «هوى غربي» تنطلق من بيت يدلّ برمزيته إلى سوريا قاطبة، وأفراده المتنازعين حول تركة غنية. بعضه يريد البيع ليحلّ مشاكله، وبعضهم يعتبر بأن البيت هو أصالة العائلة ويريد التمسّك به. كلّ ذلك من خلال شخصية هالة التي تسافر إلى فرنسا وتعود بعد فترة لكن ليس بداعي الشوق، بل بسبب الحاجة المادية الملحّة. تعود لتبيع وتعثر على حصّتها وتمضي إلى عالمها من جديد، فتكتشف شريحة جديدة هم أمراء الحرب وأثرياؤها. أحدهم كان يعمل لدى عائلتها، وقد أفلت والدها كلابه عليه عندما طلب أختها للزواج، لكنه صار اليوم متنفّذاً وغنياً بصورة مبالغة، وهو ما يدفع الأخت الصغرى للموافقة على الزواج منه كي تنقذ العائلة، وتبقى النهايات رهينة العرض وما سيحدث على الخشبة.