تعقيباً على مقال الزميل محمد مهدي عيسى «مراحل تطوّر الإنشاد الديني والثوري منذ الثمانينات حتى اليوم: أن تغني للحرب... «بأعلى الصوت»» (الأخبار 14/8/2019)، وردنا من فرقة «الإسراء» رداً ننشره كاملاً، إلى جانب ردّ الزميل محمد مهدي عيسى:
«على عجالة، سندويشة عالماشي... هكذا حال اللبنانيين في زحمة القهر المصطنع... وعلى طريقة ما قلّ ودلّ... نبدأ بمنهج وطريقة المقال، فطالما أنكم استخدمتم المنهج الاستردادي وعدتم إلى الماضي واستقيتم معلوماتكم من «البعض»، فهل هذا يكفي لتعميم وتقرير؟ ثم عندما نقصد الحقيقة، أليس من الواجب أن تكون مراجعنا ومصادرنا كافية وتقول الحقيقة؟ لأنّ المقاومة هي الراية، تصبح بعض المغالطات في ما ذهبتم اليه غير غليظة. لكن سنشير إليها من أجل الحقيقة. ولن نخوض جدالاً لا طائل منه، كرمى لعيون الشهداء.
ورد في منشوركم، مطالعتكم، دراستكم التاريخية (لا يخلو المنهج من خلل عميق)، مقالكم، سمّوه ما شئتم، جملة من الروايات نوردها كما جاءت في نصّكم، ثم نقول فيها «بعض» الحقيقة. ورد في المقال الآتي:
.1- «وهذا ما تعكسه مرثية أبو حسن شمران الشهيرة لشهيد الجنوب».
2- «هذا وقد أسهمت إذاعة «صوت المستضعفين وإذاعة النور» في تعزيز انتاج الأناشيد وترويجها منذ الثمانينيات، وهو الدور الذي لعبته قناة «المنار» في التسعينيات، حيث كان دور هذه الوسائل حيوياً في دعم الفرق الناشئة من خلال إتاحة استديواتها للتسجيل أو انتاج بعض المقطوعات والفواصل الموسيقية لبرامجها».
3- «فرقة «الإسراء» التي خرجت من ثوب «كشافة المهدي».
4- «ولد نوع آخر من الأناشيد غير الثورية عرف باسم «الوجدانيات».... بيد أنّ هذا النوع توقّف بعد توقف إدريس عن منهج حقوق قصائده لفرق الإنشاد نظراً لسوء استخدامها».
5- «المنشد إسماعيل عباس الذي خنق عبرته بينما كان يخبرني أنه سمّى ابنته «إسراء» على اسم فرقته المنحلة».
أما الصواب، فهو الآتي:
1. أبو حسن شمران وكّل نفسه بإنشادها، من دون إذن من الأصيل الذي هو أول من أنشدها في الجنوب.
2. فُتحت استديوات بعض وسائل الاعلام للبعض دون الآخر، فلجأ الآخر حينها إلى العين الثانية، حيث تمثلت باستديوات إذاعة صوت الايمان.
3. لم تخرج فرقة الاسراء من جمعية كشافة المهدي؛ أفراد الفرقة كانوا من عناصر الجمعية وقادتها، هم أسّسوا الفرقة بمبادرة منهم، التقت مع أهداف الجمعية، فوفرت لهم بعض الدعم لتحقيق الاهداف المشتركة، منها مراسم السحور في شهر رمضان.
4. لم ولن يوقف الشيخ الدكتور طارق ادريس مدَّ فرقة «الإسراء» بما تحتاج إليه من كلمات. الذي «أساء» عناصر، فأوقف الدكتور منح أي كلمات لهم، إلا بموافقة إدارتها.
5. فرقة «الإسراء» مغيّبة وليست منحلّة، إلا في نفوس البعض، وهي باقية ما بقيت المقاومة، وألوان الوفاء للشهداء العظام، وما دام ذلك يسرّ قلب مولانا صاحب الأمر (أرواحنا فداه).
نعم، عندما يكون الهمّ أكبر من هذا وذاك وكل الفرق، وعندما تستخدم الفصحى بغير محلها، تصبح «شرعية الإنشاد مجرد تفصيل»! لهذا نقول ختاماً، شكراً لكم لأنّكم قلتم كيف مضى البعض في الطريق، وقد احتضنتم أيقونات المعلمين وعرّابيها، فنالوا المجد، رغم أن تلك الأناشيد كانت «ذات جودة موسيقية منخفضة»! يعني هواة ودونهم الاحتراف أسفاراً، ولكن بالرغم من ذلك، يصبح بعضهم مصادر موثوقة. أما من تقاسم مع الفرقة مصروفه اليوميّ من أجل المقاومة، فلا يستحق سوى أن تتحدث عنه الخبريّات. فهنيئاً لكم سباتكم.
فرقة «الإسراء»

رد على الردّ
بدايةً، أشكركم على ملاحظاتكم وإن بدت لي متسرّعة وغاضبة. لماذا أوردتم ملاحظات فائضة على الحاجة؟ خاصة أنّ ما كتبته هو مجرد تحقيق طويل لا يدّعي بتاتاً أنه بحث شامل وتفصيلي. وكي لا نسهب في الكلام، سأرد على إشكالاتكم بشكل موجز.
1- لم أذكر في المقال أن أبو حسن شمران هو أول من ألقى هذه المرثية، فالشاهد كان في القصيدة نفسها لا في من ألقاها أو أنتجها أول الأمر. وبالتالي، فإن إضافتكم ليست ذات أهمية في سياق ما أوردته.
2- هذا تفصيل أيضاً. شكراً لكم على أي حال.
3- أنتم تؤكدون ما قلته. شكراً لكم من جديد.
4- صحيح، هو لم يُصدِر بياناً حول ذلك! لكنكم لو سألتموه كما فعلت، فستدركون أن الشاعر بعيدٌ اليوم عن «صناعة» الأناشيد، وله الكثير من المآخذ على مستواها. سنفرح، حتماً، لو عدتم إلى التعاون مع هذا الشاعر القدير.
5- نعم، كلمة «منحلّة» هي مبالغة مني، وردكم دليل على ذلك. أعتذر إن سببت لكم بعض الازعاج. صحيح، أن الفرقة لم تنتج ولو عملاً جديداً هذا العام، لكنها ما زالت قائمة وهي تشارك في احتفالات في لبنان وخارجه.
أتمنى لكم دوام التوفيق.. وأرجو أن تتعافى الفرقة سريعاً، لتسهم من جديد في بناء مكتبة أناشيدنا الثورية بتجدد واستمرار.
م.م.ع