لشهر كامل ستنتشر الصور وتعلّق في بيروت. في الغاليريهات والأماكن العامّة والمفتوحة، على كورنيش عين المريسة، وفي الحمامات الرومانية، وأسواق بيروت، وساحة النجمة، والمكتبة الوطنية (الصنايع)، والمكتبة العامّة «السبيل»، و«مسرح المدينة» (الحمرا)، و«بيت بيروت» (السوديكو)، وغاليريهات وفضاءات ثقافيّة أخرى في العاصمة. شهر كامل مخصّص للصورة التوثيقية والتجريبية والصحافية والبورتريهات، وللقطات أرشيفية بالأبيض والأسود في لبنان وفلسطين تستعيد الممارسات الفوتوغرافية الأولى في المنطقة بداية القرن العشرين. إنها دعوة إلى الرؤية والتأمّل في زمن الشاشات السريعة. مساحة متمهّلة لقصص مصوّرة وحكايات يخبرها 122 مصوّراً فوتوغرافياً من لبنان و25 دولة عربية وعالمية. هكذا يعلن «مهرجان بيروت للصورة» عن دورته الأولى التي انطلقت أمس كأوّل مهرجان فوتوغرافي في لبنان، بتنظيم «جمعيّة مهرجان الصورة ــ ذاكرة»، وبالتعاون مع «دار المصوّر»، و«اتحاد المصوّرين العرب». وإذ يحمل المهرجان اسم بيروت، جاعلاً منها فضاء عرض مفتوحاً، سيمتدّ هذا الفضاء وينتقل إلى بعلبك وطرابلس وصيدا وصور وحمانا التي ستحتضن بعض معارض العاصمة بشكل مواز. الفكرة قديمة بالنسبة إلى المنظّمين، لكنها بدأت هذه السنة، حين فتح باب المشاركات منذ أشهر.
عبدو طاحون - مصر

وصلت الصور بكميات كبيرة تجاوز 3800 صورة، اختارت منها اللجنة (تضمّ: المصوّر فؤاد الخوري، والمصوّر جان – لويس بيرسودير، والمصممة والفنانة جنى طرابلسي، والصحافي أحمد بزّون، والمصور النمسوي الأميركي نوربرت شيلر، والموسيقي والمصور طوني العلية، ومحررة الصور جنين حيدر) 600 صورة لفوتوغرافيين من فلسطين والعراق وأميركا وإيطاليا ومصر وليبيا والجزائر وموريتانيا وإيران واليونان وفرنسا وكندا والأردن وسلطنة عمان والبحرين واليمن وسوريا... المصوّر اللبناني ومدير المهرجان رمزي حيدر يختصر مهمّة المشروع بالسعي «إلى نشر ثقافة الصورة، وإلى البحث في أرشيفنا البصري، والإحاطة بتاريخها ونشأتها». هذا ما يعدّه المصوّر اللبناني أمراً ملحّاً في عصر الصورة والسرعة، ربّما لكي نتمكّن من هضم هذا السيل البصري المتدفّق. وحين يأتي على ذكر البحث في أرشيف المنطقة، فإنه يقصد بالطبع المصوّرة الفلسطينية كريمة عبّود التي تتصدّر صورتها كاتالوغ المهرجان. في دورته الأولى، يحتفي الحدث بأبرز التجارب الفوتوغرافية النسائية في العالم العربي والشرق، بالإضافة إلى مصوّرة أخرى هي اللبنانية ماري الخازن التي سنشاهد صورها للحياة الريفية اللبنانية، وتمثيلاتها المتفرّدة لنساء النصف الأوّل من القرن العشرين. ومن الفترة نفسها تقريباً، هناك معرض استعادي لصور ملوّنة للبنان من أرشيف المصرفي الفرنسي ألبرت كان. في المشاركات العالميّة والمحلية والعربية، تتجه العدسات إلى تصوير الناس وقصصهم الفردية، إلى العمران والطبيعة، والأقليات الدينية، ونضالات المرأة في العالم العربي. هناك تراث النوبة على ضفة النيل، عماراتها ورسومها وتقاليدها. الطقوس الشعبية في الهند. الطابع الأسطوري في إسبانيا. غزّة التي لا تزال قادرة، رغم كلّ شيء، على المضي بحياة ملوّنة. الفسحة الضئيلة المتبقيّة للصابئة المندائيين بين العراق والسويد. حروب داعش في الموصل ودير الزور. مشاهدات من الحياة اليومية في أثيوبيا والعراق وسلطنة عمان وإسبانيا واليونان وصحراء أبو ظبي وصولاً إلى أعماق بحار آسيا. هناك صعوبة للإحاطة بكل مواعيد المهرجان، لذلك سنتوقّف عند أبرز المعارض والمحطّات.

بيروت في بيروت
في بيروت، سنرى تمثيلات أمكنتها ووجوه ساكنيها أمام الخلفيّة المدينية الواقعيّة والمتحرّكة حيث تعرض الصور، خصوصاً في الأماكن الخارجيّة. ولن يكون ذلك بهدف المقارنة فقط. إذ تتراوح الصور نفسها بين زمنين تفصل بينهما 100 سنة. هناك صور لبيروت من أرشيف المصرفي الفرنسي ألبرت كان الذي أعدّه عن العالم وشعوبه المختلفة بدءاً من سنة 1909. في ذلك الوقت، قرّر كان استخدام الصورة الملوّنة التي كانت لا تزال اختراعاً جديداً (الأخوين لوميير عام 1903)، لتوثيق الحياة اليوميّة للشعوب العالمية بهدف «نشر السلام، وسعياً إلى فهم ثقافي أشمل للعالم». أرسل كان مجموعة مصوّرين إلى حوالى 50 بلداً لتصوير حيوات شعوبها من السويد إلى اليونان وجيبوتي وبنين وسويسرا وفرنسا وسوريا ولبنان والهند والمغرب ومصر. يكتنز الأرشيف لمحة انثروبولوجية وثقافية عن العالم بداية القرن العشرين، حتى سنة 1931. أما لبنان، فقد زاره المصوّرون عام 1919، والتقطوا صوراً للسرايا الكبير، والأسواق القديمة ولقطات أخرى لسكان العاصمة سنراها في معرض يستمر حتى 4 تشرين الأوّل في الحمامات الرومانية.

من «سجون لبنان» للزميل هيثم الموسوي

من عام 1919 إلى العاصمة اليوم في معرض «بيروت» لنبيل إسماعيل. بعدما أمضى سنوات طويلة في العمل الصحافي، صوّر خلالها الحرب الأهليّة، يعرض المصوّر اللبناني صوره في «أسواق بيروت» (مقابل مبنى الأوريان ــ يستمر حتى 4 تشرين الأوّل)، وفيها يظهّر العاصمة في الليل وفي النهار، أضواءها ومهرجاناتها وحفلاتها التي لا تزال قادرة على تقديم الجديد للعدسة بعد سنوات من رؤيتها. على كورنيش عين المريسة ستعلّق وترفع صور صيادي بيروت تلك التي التقطها المصوّر اللبناني مروان نعماني بعنوان «صيادو رأس بيروت» (يفتتح السبت 7/9 ــ س: 17:00) مقابل ساحة عبد الناصر. تبدّل الكورنيش والواجهة البحريّة؛ نبتت فنادق على آخر ما تبقّى الشواطئ العامّة، وصوّبت قساطل المجارير إلى البحر. رأى صيادو بيروت كل ذلك، غير أن استمرارهم بمهنة الصيد التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، كانت نضالهم الوحيد والمتاح بوجه كلّ التشوّهات التي طالت البحر. يقتفي نعماني الصيادين على شواطئ عين المريسة، وجل البحر، والمنارة والدالية، في مراكبهم وعلى الصخور حيث يمدّون صنّاراتهم. سنشاهد المدينة أيضاً في صور جيل أجدد من المصوّرين منهم يارا سعادة في مجموعتها «بيروت هنا وهناك» («كيد»/ الكرنتينا ــ 13 حتى 23 أيلول). تعتمد المصوّرة اللبنانية على الفوتومونتاج والألوان، لتشقّ ثقباً فانتازياً للقطات المدينية اليومية. بطريقة أو بأخرى، يحاول الرسام اللبناني نادر تابري والمصوّرة الإيطالية اليونورا غاتو «يوم الزفت» التعديل بصورة بيروت أيضاً عبر دمج الفوتوغرافيا مع الرسوم التي تضيف إلى الصور اقتراحات أخرى للرؤية، أو تأتي بمثابة تعليقات ساخرة أحياناً على ما تظهره الصور.
رمزي حيدر يختصر مهمّة المشروع بالسعي «إلى نشر ثقافة الصورة، وإلى البحث في أرشيفنا البصري، والإحاطة بتاريخها ونشأتها»

ستعرض المجموعة ضمن معرض يضم أربع مشاركات حول الحياة في المدينة (5 و6 و7 أيلول في «المكتبة الوطنية»، و9 حتى 30 أيلول «رواق بيروت»/ مار مخايل). تشتمل هذه المعارض على «المقاومة من أجل الحياة» للمصوّرة السوريّة فرح أبو عسلي التي اقتنصت العمال السوريين وهم يرممون المبنى التي سكنت فيه لعامين في بيروت. سنرى الأبنية من وجهة نظر عمّال البناء، من خلال بورتريهات لهم، أمام خلفيات عمرانية اسمنتية. كذلك هناك مجموعة «بيروت بين الماضي والحاضر» للبناني وائل قبيسي الذي يترصّد الحياة اليومية لبيروت، ولشوارعها وناسها، فيما تدعونا تانيا أبو غزالة إلى رؤية المدينة من وجهة نظر فرديّة في قصّتها «جولة بصحبة لينغتشي». وفي «كيف تبدو لك السماء؟» («ستايشن بيروت» ــ من 10 حتى 29 أيلول) يأخذنا اللبناني روجيه مقبل إلى برج حمود وتحديداً إلى جسر يريفان. بالإضافة إلى انعدام الضوء فإن مقبل يظهر تصدّع المشهد المديني وتشققاته بفضل الجسر. أما شيرين يزبك فترصد في «مستشفى غزة» («دار المصوّر» ــ 19 أيلول حتى 5 تشرين الأوّل) فترصد بقايا الحرب اللبنانيّة في مستشفى غزة في بيروت التي شهدت تاريخاً معقّداً بين مستشفى للمرضى، ومحطاً للمليشيات والمقاتلين، ثم كمبنى لإقامة اللاجئين الفلسطينيين تنعدم فيه كل شروط الحياة.

تحيّة إلى كريمة عبّود وماري الخازن
يحتفي المهرجان برائدة التصوير الفوتوغرافي في الشرق كريمة عبّود (1893 ــ 1955) من خلال ثلاثة معارض فوتوغرافيّة بالتعاون مع غاليري «قدرات» («بيت بيروت» ــ السوديكو/ 9 حتى 14 أيلول)، وفي الآثار الرومانية في بعلبك (من 28 أيلول حتى 5 تشرين الأوّل) وفي «المسرح الوطني اللبناني» في مدينة صور (21 حتى 27 أيلول). المصوّرة الآتية من بلدة الخيام اللبنانية في الأصل، ولدت في فلسطين إلى حيث انتقل والدها القس فعاشت بين بيت لحم والناصرة. في عام 1924، وصفتها جريدة «الكرمل» الصادرة في حيفا، بأنها مصوّرة الوطن الوحيدة. بدأت قصّة عبود بكاميرا أهداها إياها والدها عام 1913. بورتريهات عائليّة، وأخرى لأصدقائها ولعائلات الطبقة الوسطى في فلسطين، إلى جانب صورها للأماكن والمساحات في حيفا والناصرة وطبريّا وبيت لحم وبعلبك التي اهتدت إليها حين جاءت إلى بيروت لدراسة الأدب العربي في «الجامعة الأميركية في بيروت».

صورة لماري الخازن (من مجموعة محسن يمين)

كلّها لقطات سجّلتها عدستها كوثائق للمدن ما قبل النكبة، لتضاف إلى أرشيف فوتوغرافي ضخم لفلسطين، راكمته عدسات كثيرة في وقت شهدت فيه الصورة ازدهاراً لافتاً هناك، بفضل المصوّرين الأوروبيين الذي كانوا يزورون فلسطين ومواقعها الدينية، وأيضاً بفضل المصوّرين المحليين مثل عيسى الصوابيني وداوود صابونجي الذي افتتح استديو في يافا. أما عبود فقد تعلّمت التصوير عند رجل الدين الأرمني يسايي غارابيديان الذي افتتح عام 1860 أوّل مدرسة لتعليم التصوير في القدس تخرّج منها أيضاً غرابيد كريكوريان الذي تدرّب عنده المصور الفلسطيني خليل رعد. نستطرد في وصف الجو الفوتوغرافي في تلك الفترة، لنظهر خصوصية المصوّرة عبّود التي تركت وراءها أرشيفاً للنساء وعنهن. نساء وفتيات غزّة والقدس وحيفا ويافا اللواتي كن يزرنها في الاستديو في بيت لحم لالتقاط صور لهن في المناسبات الاجتماعية. لا تنحصر أهمية صور عبّود في الوجوه الذي تظهرها، بل أيضاً بممارستها المتقدّمة في الطباعة وتقنيات التظهير، والتلوين، في بورتريهاتها وصورها المدينية التي استخدمت في البطاقات البريدية. على بعد كيلومترات وبضع سنوات، ظهر اسم ماري الخازن (1899 ــ 1983) التي تعرض صورها ضمن ثلاثة معارض بعنوان «بصورها حمت ماري الخازن الحياة» («بيت بيروت» ــ من 9 حتى 14 أيلول)، وفي («خان الإفرنج» / صيدا ــ 14 حتى 22 أيلول)، و(«ورشة 3» في طرابلس/ 20 حتى 29 أيلول). ربما القصد من أن المصوّرة اللبنانية حمت الحياة هو في إنقاذ صورها للحياة اللبنانية في عشرينيات القرن الماضي. حياة الأرياف تحديداً، وتجمعات العائلات في قرى زغرتا ومحيطها وكنائسها. يلقي المهرجان الضوء على هذه التجربة اللبنانية النسائية من خلال صور من أرشيف جامع الصور اللبناني محسن يمين. صور تتضمّن أيضاً تجربة لافتة للخازن في تظهير النساء وتمثيلهن في الصورة، خصوصاً في لقطات لهن بثياب رجالية، وهن يقمن بممارسات كان بعضها محظوراً على المرأة مثل التدخين والصيد وقيادة السيارات.

معارض من «حول العالم»
يحيط المهرجان بكافّة أنحاء العالم تحديداً في معرضين جماعيين هما «حول العالم» ومعرض «الصورة الصحافيّة». يقام معرض «حول العالم» في «المكتبة الوطنية» (ابتداء من اليوم حتى 7 أيلول) قبل أن ينتقل إلى فندق «حدائق الحمرا الحضريّة» حيث يستمرّ حتى الخامس من تشرين الأوّل (أكتوبر). في المعرض صور لـ 27 مصوّراً آتين من مصر والسودان وإيطاليا والعراق ولبنان والسعوديّة واليمن وفلسطين والبحرين وموريتانيا والجزائر. إنه خريطة جغرافية وإنسانية وبصرية تلاحق فيها العدسات قبائل البدو في مصر، وقبائل اثيوبيا، والاحتفالات الدينية في الهند، والمسيرات والتجمعات الدينية في العراق من خلال البورتريهات واللقطات الجوية والصور الطبيعية والمفاهيمية. على هامش هذا المعرض، تحتضن «المكتبة الوطنية» أيضاً مجموعة من المعارض التي سينتقل معظمها بعد ثلاثة أيام إلى ساحة النجمة في بيروت (من 9 أيلول حتى 4 تشرين الأوّل).

محمد الفالح - السعودية

في معرض «الأهوار ــ جنات عدن» نتعرّف إلى منطقة الأهوار على ملتقى نهري دجلة والفرات في العراق من خلال عدسات سبعة مصوّرين هم العراقيون أسامة القصاب وميثم الموسوي وعلي كاظم وعامر الساعدي وحيدر المسلماوي وحسن النجار والبحريني زهير الشماع. تظهّر الصور طابع المكان الطبيعي، وأرضه الرطبة التي تعدّ محطّة مهمة للطيور المهاجرة، فضلاً عن سكان وأطفال تلك المنطقة. من المغرب نشاهد ««التبوريدة» تنجو في اختبار الزمن» حول تقاليد المنافسة الفروسية التي تعود إلى القرن الخامس عشر بعدسات المصور البحريني علي القميش واللبناني نبيل منذر والمغربيين عبد المجيد الناصح والمصطفى تابت. في «قبائل الكارا ــ الأساطير أمام الكاميرا» يلاحق السعودي محمد الفالح قبيلة الكارا جنوب غرب إثيوبيا، والنتيجة هي بوتريهات بشرية وطبيعية للمنطقة التي يقيمون فيها. هناك محطّة في سلطة عمان وحرفها وصناعاتها اليدوية والتقليدية في الحضارة العمانية في معرض «الحرف التقليدية العمانية» للسوري أنس اسماعيل والعمانيين ماجد الحبسي وسعيد الشعيلي. في «النوبة ــ أرض الذهب» يرصد المصوّر المصري جلال المسرّي أرض النوبة جنوب أسوان، وسكانها وتقاليدها العمرانيّة والوشوم والرسومات الجدارية والزخارف. من ليبيا يقدّم المصوّر محمود المسلاتي صوراً ظلية تبدو كقصص سحريّة مختلقة على هامش الحرب في بلاده. معرض «الصابئة المندائيون على شفير الانقراض» يضمّ صوراً لأتباع هذه الطائفة على الضفة الغربية لنهر دجلة في العراق، وأخرى في السويد بعد هجرتهم بأعداد كبيرة في 2003، التقطها العراقيون مرتضى رضا وأحمد لازم وديما السعدي وسمير مزبان وصباح عرار الساعدي.
صور ملوّنة ونادرة للبنان بداية القرن العشرين من أرشيف المصرفي الفرنسي ألبرت كان

أما معرض الصورة الصحافية فتحتضنه «قاعة ليلى الصلح حمادة» (ابتداء من اليوم حتى 20 أيلول) ويضمّ صوراً لمعركة الموصل بعدسة العراقي أحمد الربيعي، ولمعركة القضاء على داعش في دير الزور بعدسة الفرنسي فريدريك لافارج، ولتظاهرات السترات الصفر الأخيرة في فرنسا للفرنسي رفائيل لافارج. هناك قصص صحافية مصوّرة في مستشفى عسكري سابق في جورجيا للأميركي جايكوب بوردن، ومشروع «حيوات مسلوبة» حول قضية المخطوفين في لبنان لوسام خوري، و«مثل فيلم رعب» للفلسطيني علي نور الدين الذي رافق اللاجئين في قرية أدومني اليونانية الحدودية، فيما تركّز صور الجزائرية الفرنسية أمال باين على دور النساء في تظاهرات مصر والسودان والجزائر. في القسم نفسه يلتقط معرض «غزة مدينة الأطراف المبتورة» (للفلسطينيين مريم أبو دقة ونضال رحمي ونضال الوحيدي) همجية الاحتلال الإسرائيلي في الأعضاء المبتورة للسكان وهم يحاولون مواصلة حياتهم. سينتقل هذا المعرض إلى «فندق غولدن توليب سرنادا» الذي يحتضن معارض فردية وجماعية عن غزة وفلسطين أبرزها «على هذه الأرض» (من 23 أيلول حتى 5 تشرين االأول).

* الدورة الأولى من «مهرجان بيروت للصورة»: حتى الخامس من تشرين الأوّل (أكتوبر) ــ أماكن عدّة في بيروت، وبعلبك وطرابلس وصور وصيدا وحمانا. البرنامج الكامل



سجون لبنان بعدسة هيثم الموسوي
خلال ثلاثة أعوام (2010، 2011، 2012)، جال المصوّر والزميل هيثم الموسوي على السجون في كافّة المناطق اللبنانية. النتيجة كانت حوالى 7000 صورة توثّق توثيقاً شاملاً، للمرّة الأولى زنازين النساء والرجال والأحداث في 23 سجناً في لبنان، نشر بعضها ضمن «ذاك المكان»، كتابه المشترك مع الزميل والأكاديمي عمر نشابة حول واقع السجون اللبنانية. من هذه الصور، اختار الموسوي 20 صورة ستعرض في غاليري Letitia (الحمرا ــ بيروت/ يفتتح غداً ويستمر حتى 14 أيلول). الأسود والأبيض سيضاعفان قتامة حياة يعيشها المساجين خلف القضبان. كانت التجربة رحلة قاسية إلى ما تحجبه عنا جدران السجن غالباً. إذ تظهّر الصور يوميات المساجين، حمّاماتهم وغرف نومهم، ومساحات ضيّقة مكتظّة بالأجساد، كلها تسلّط الضوء على الظروف المعدومة التي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان.