عند الواحدة والنصف من فجر أمس، كشفت صحيفة «الحياة» عن الحلّة الجديدة لموقعها الإلكتروني. الجريدة السعودية كانت من بين المؤسسات الإعلامية السبّاقة في الالتحاق بركب الفورة الرقمية والتكنولوجية، مطلقة في تشرين الأول (أكتوبر) 2002 موقعها على الإنترنت. خلال السنوات الماضية، عملت «الحياة» على تجديد موقعها شكلاً ومضموناً، إلى أن شكّلت في أيار (مايو) 2012 «الوحدة الرقمية» الخاصة بها.
وحدة تعمل على نقل مضمون الصحيفة الورقية إلى الشبكة العنكبوتية بأشكال عدة، تشمل الوسائط المتعددة، والتطبيقات الخاصة بالألواح الرقمية والهواتف الذكية، فضلاً عن تحديث المحتوى ونشر الأخبار العاجلة على مدار الساعة، وعرض المواد على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن «النفضة» التي أقدمت عليها «الحياة» أخيراً ليست شاملة. الأكيد أنّها عملية تغيير جذري لناحية الشكل الذي أصبح أكثر مواءمة للمعايير السائدة في عالم المواقع الإلكترونية، ولمتطلبات القارئ العصري. هكذا، كثرت الصور وتصدّرت الصفحة الرئيسية كما تلك الداخلية، ما يسهّل على الزائر تصفّح المحتوى والوصول إلى ما يريد في فترة أقصر. في هذا الإطار، أصبح الحرف المستخدم أسهل للقراءة، أكان لجهة اللون أو الحجم، إضافة إلى أنّ الخلفية البيضاء وحصر الكتابة باللونين الأسود والأزرق الفاتح، والأحمر في بعض الأحيان، صبّا في هذه الخانة أيضاً. مصدر في «الوحدة الرقمية» أكد لـ«الأخبار» أنّ النسخة التي أُطلقت أمس «ليست نهائية»، بل هي «خطوة على طريق الوصول إلى ما نطمح إليه»، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل. لا يخفي المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أنّ فريق العمل كان خائفاً من الخطوة الجديدة، نظراً إلى أنّ «القارئ معتاد على الشكل التقليدي»، لكنّه يشدد على أنّ «المفاجأة كانت كبيرة بعد ساعات قليلة على إطلاق النسخة التجريبية لأنّ أرقام المستخدمين لم تتقلّص». علماً بأنّ حوالى مليون و600 ألف زائر يلجون موقع «الحياة» شهرياً.
«العمل لن يتغيّر، بل سيبقى بالزخم نفسه، لكننا نحرص على زيادة المواد الخاصة التي يعدّها محررو الموقع والمتدربون فيه»، قال المصدر، وأضاف إنّ «باب التعليقات سيُفتح على مدار الساعة، كما أنّ الفيديوات والروابط ستكون أكثر». هنا، تجدر الإشارة إلى أنّ تبويب المولود الجديد يختلف عن النسخة المطبوعة، مع إمكانية الحصول على الأخيرة كما هي. إذاً، «الحياة» أطلقت نسخة مطوّرة من موقعها أخيراً، على أمل أن تُستكمل خطوتها بأخرى مؤثّرة لناحية المضمون والفعالية والتفاعل.

يمكنكم متابعة نادين كنعان عبر تويتر | @KanaanNadine