القدس المحتلة | يعود الملثم الفلسطيني إلى بيروت في معرض «ما كان يُعرف» الذي تستضيفه «دار المصوِّر» ليطرح الكثير من التساؤلات حول «رمز المقاومة»: أين ذهب؟ ماذا حلّ به بعد اتفاقيّة أوسلو؟ متى وكيف يعود؟يعمل التشكيلي الفلسطيني منذر جوابرة (1976) على استنباط الصورة الذهنية للجمهور والفنان عبر إعادة تركيب صورة المُلثَّم، مسلطاً الضوء على الذاكرة والتغيرات التي تحدث تبعاً للمفهوم الزمني للأحداث قبل أوسلو وبعدها. النتيجة لوحات تجمع بين المقاربة والنقد والسخرية التي يشارك فيها الفنان الجمهور بمفهومه وذكرياته عن الملثَّم وهو يواجهه في صور مختلفة عمّا اعتاد عليه. في «ما كان يُعرف»، يحاول جوابرة هزّ الصورة النمطية والبطوليّة التي لطالما رافقت الملثَّم الفلسطيني كرمز للمقاومة الفلسطينيّة، وهي قصة الفنان نفسه مستذكراً أول مرة ارتدى فيها اللثام مع زملائه في الصف الخامس الابتدائي ليقلدوا شباب الانتفاضة الأولى حين كان الملثَّم بالنسبة إليهم رمزاً مقدساًً.

عشر لوحات (أكريليك على كانفاس) تُقدِّم الملثم في وضعيّات مختلفة عن التي روَّج لها الإعلام وكرّسها في أذهان كثيرين حول العالم، سواء كانت الصور الهوليوديّة التي وضعته غالباً في خانة «الإرهابي» أو الصور البطوليّة التي قدمتها أغنيات الثورة والملصقات التي رافقت انتفاضة الحجارة قبل اتفاقية أوسلو، وصولاً إلى تدخل الأحزاب وتنوع اللِّثام في الانتفاضة الثانية.
في «ما كان يُعرف»، يُقَدِّم قراءة للتفاصيل اليوميّة للملثم في الانتفاضة الأولى؛ يلعب الوَرَق، يحمل باقة من الزهور، يجالس عائلته، يقرأ... صور قد تصدم المشاهد حين يرى «رمزه المقدَّس» يهتزّ بكثافة أمامه عبر انشغاله في جميع اللوحات بأشياء أخرى غير المشاركة في التظاهرات ورمي الحجارة. لكنّها في الوقت نفسه تُسلِّط الضوء على جوانب إنسانيّة خفيّة في حياة الملثم مختلفة عمّا يقدّمه الإعلام لتحفِّز الجمهور على فهم واستقراء علاقته مع اللِّثام وتجعله جزءاً أساسياً من اللوحة نفسها. بعد «دار المصوّر»، ينتقل معرض جوابرة إلى مركز «اللجنة الشعبية» في مخيم صبرا في بيروت يومي 23 و24 شباط (فبراير).




«ما كان يعرف»: حتى يوم غد الجمعة ــ دار المصور (الحمرا ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/373347