مقالات مرتبطة
-
محسنة توفيق... «بهية» المصرية مناضلة حتى آخر نفس فيصل العربي
ربما تكون شخصية «بهية» الأشهر والأكثر بروزاً بين أعمال توفيق، لكنها من ناحية ثانية غطت على أدوار أخرى مميزة، خاصة في المسرح. ومن المعروف أن توفيق بدأت حياتها على المسرح من خلال «مأساة جميلة» ( 1962). وكما لو أنها ولدت للعب الشخصيات الوطنية، فقد قدمت على مدار عمرها عدداً كبيراً من هذه الأدوار منها دور الأم المصرية المناضلة في فيلم «وداعاً بونابرت» ليوسف شاهين، وهو تنويعة أخرى على «بهية» زمن الحملة الفرنسية، ودور المناضلة ومحررة المرأة المصرية هدى شعراوي في مسلسل «أم كلثوم» لانعام محمد علي. كانت المرة الأولى التي أرى فيها محسنة توفيق عندما ذهبت برفقة بعض أصدقاء الدراسة لمشاهدة مسرحية «منين أجيب ناس» على «مسرح السلام» في شارع القصر العيني عام 1985. كانت المسرحية، التي كتبها نجيب سرور، قد أحدثت دوياً هائلاً وقتها، بسبب مضمونها الثوري، واسم مؤلفها الذي اشتهر بأشعاره ومسرحياته الغاضبة ضد نظام السادات، وتعرض للاعتقال وايداعه مستشفى الأمراض العقلية. وكانت محسنة توفيق تتألق و«تجلجل» على المسرح كل ليلة وهي تتغنى بأشعار سرور الهادرة.
بعدها بفترة، شاهدنا «العصفور» الذي كان ممنوعاً من العرض تقريباً ضمن «أسبوع لأفلام يوسف شاهين» في سينما «كريم» في وسط البلد، ثم جاء مسلسل «ليالي الحلمية» الذي تألقت فيه توفيق بدور «أنيسة» لتضيف إلى صورة المرأة المصرية القوية التي تشكلت عبر أدوارها العديدة. كان يفترض أن تلعب محسنة توفيق شخصية «صديقة» التي أدتها داليدا في فيلم «اليوم السادس» (1986)، وقد ظلت غاضبة من يوسف شاهين بسبب تراجعه واعطاء الدور لداليدا. وعلى مدار حياتها، قدمت أدواراً وضاعت منها أدوار كان من شأنها أن تثري مسيرتها ومسيرة الفن العربي. لكن ما سيبقى دوماً هو صورة المرأة العربية المناضلة التي تحمل على كتفيها هموم الوطن.