لا كواليس بدون أزمات. وفي ظل ضغط الوقت ومعضلة التسويق، كان متوقعاً أن يشهد تصوير مسلسلات رمضان 2019 العديد من المشكلات، سواءً تلك التي يمكن اعتبارها قضاءً وقدراً، أو تلك التي تسبب فيها صناع الأعمال أنفسهم. نبدأ من الأخيرة، حيث كانت الأزمة الأضخم في كواليس مسلسل «زي الشمس» (كتابة مريم نعوم، وإخراج كاملة أبو ذكرى ـ قناة «mbc مصر»)، البطولة المطلقة الثانية لدينا الشربيني. بدأ المسلسل في عهدة المخرجة كاملة أبو ذكرى، قبل أن يُطاح بها فجأة ويحل محلها المخرج سامح عبد العزيز في أوّل ظهور له على البلاتوهات عقب خروجه من السجن في كانون الثاني (يناير) الماضي بعد عفو رئاسي إثر قضائه فترة عقوبة بتهمة تعاطي المخدرات. لكن القضية ليست في البديل، إذ يعد سامح من المخرجين البارزين على المستوى التجاري. المسألة تتعلق بأنّ الاسم الكبير الذي تتمتع به كاملة لم يمنع من الإطاحة بها بحجة «بطئها الشديد» في التنفيذ، و«التدقيق الشديد والإعادة» حتى الوصول إلى أفضل أداء ممكن. مع العلم بأنّ هذين العاملين هما سبب نجاح كل مسلسلاتها خلال السنوات العشر الأخيرة. لكن يبدو أنّ ذلك لم يعجب الشربيني ومن خلفها النجم الكبير عمرو دياب الذي يتردّد بقوة أنّه أدار العمل فنياً وتدخّل في كل التفاصيل. من هنا، انطلقت طبعاً حملة تضامن مع أبو ذكرى، لكنّها لم تمنع صناع المسلسل من الاستمرار في طريقهم الجديد وإلقاء الكرة في ملعب الجمهور الذي سيقارن بالطبع بين المشاهد التي صورتها كاملة وتلك التي أنجزها عبد العزيز.أزمة أخرى لكن مكتومة تعانيها النجمة غادة عبد الرازق التي أطلقت بـ «خفر» ومن دون دعاية مسلسل «حكاية مُرة» (تأليف عمرو عبد الحليم، وإخراج ياسمين أحمد) الذي سيعرض عبر «القاهرة والناس». تعرّضت عبد الرازق لحصار غير مسبوق هذا الموسم، وباتت شبه ممنوعة في الصحف والمواقع الإخبارية بعدما هاجمت عبر إنستغرام سياسة الإنتاج الدرامي في مصر، ما اضطرها لاحقاً لحذف المنشور، وإنتاج المسلسل على نفقتها الخاصة لكن تحت اسم شركة المنتج طارق صيام. علماً بأنّه حتى الأمس القريب، لم تكن قد حصلت على التصاريح اللازمة لعرض العمل، كما تردد أنّها فشلت في التصوير الخارجي بسبب عدم استحواذها على التصاريح المطلوبة.
بدوره، واجه مسلسل «ولد الغلابة» (تأليف أيمن سلامة، وإنتاج «سيدرز آرت برودكشن») لأحمد السقا أزمة عابرة، إذ تردّد وجود خلاف بين الممثل المصري والمخرج محمد سامي بعد إطلاق البرومو الأوّل بسبب كثرة ظهور زوجة المخرج الممثلة مي عمر، التي تسببت في أزمة مماثلة قبل ثلاث سنوات في كواليس مسلسل «الأسطورة». وقيل إنّ السقا اعترض لأنّ عمر تظهر كأنّها بطلة موازية له في الحلقات خلافاً للحقيقة، غير أنّ مي نزعت الفتيل ونشرت صوراً عدّة تجمعها بالسقا عبر إنستغرام.
على المنوال نفسه، سارعت الممثلة أمينة خليل لنفي شائعة تسببها في توقف تصوير مسلسل «قابيل» (تأليف مصطفى صقر، وإخراج كريم الشناوي) الذي سيعرض حصرياً على «mbc مصر» بسبب مرض والدتها إثر وفاة جدتها، مؤكدة أنّ والدتها بخير والتصوير لم يتأثر وأنّها لم تعطل الكاميرا ولو ليوم واحد. غير أنّ حالات الوفاة عطلت مسلسلات أخرى هذا الموسم لأيام عدّة، بدءاً من توقف تصوير مسلسل «طلقة حظ» (تأليف إيهاب بليبل، وإخراج أحمد خالد أمين ــ «الحياة»، وon، وcbc، وdmc) لمصطفى خاطر أسبوعاً كاملاً بسبب وفاة والدته في نهاية شباط (فبراير) الماضي، وصولاً إلى «حكايتي» (تأليف محمد عبدالمعطي، وإخراج أحمد سمير فرج ــ mbc4، وdmc، وon، و«cbc دراما») و«لآخر نفس» (كتابة أمين جمال وعبد الله حسن وطارق الكاشف، وإخراج حسام علي، وإنتاج «سينرجي» ــ «الحياة») اللذين توقف تصويرهما بعد وفاة والدة الممثل ولاعب كرة القدم المعتزل أحمد صلاح حسني. علماً بأن الراحلة هي أيضاً حماة النجم أمير كرارة بطل مسلسل «كلبش 3» (تأليف باهر دويدار، وإخراج بيتر ميمي ــ mbc4، و«on دراما»). في غضون ذلك، توقف تصوير «الواد سيد الشحات» (تأليف ورشة كتاب، وإخراج أحمد الجندي ــ dmc) لأحمد فهمي أياماً عدّة بعد وفاة الممثل الكبير محمود الجندي والد مخرج الحلقات أحمد الجندي. المسلسل نفسه شهد توقفاً آخر بسبب إصابة بطله بخلع في الكتف أثناء تنفيذ أحد المشاهد، بينما تعرض «فالنتينو» (تأليف أيمن بهجت قمر، وإخراج رامي إمام) لعادل إمام لأزمة حالت دون استكمال تصويره. ووفق ما يتردّد في الكواليس، فإنّ المنتجَين هشام تحسين ورامي عادل إمام طالبا مجموعة «إعلام المصريين» بباقي مستحقاتهم عن الموسم الماضي الذي قدما فيه مسلسلي «عوالم خفية» و«طايع» قبل تنفيذ «فالنتينو» تمهيداً لعرضه هذا الموسم. وبعد وعود عدة، تأكد لهم صعوبة الحصول على التمويل اللازم، فكان قرار التوقف أفضل من الاستمرار وتراكم الديون للموسم الثاني على التوالي، ليغيب بذلك «الزعيم» عن السباق الرمضاني للمرّة الأولى منذ ست سنوات.
...