«إنها حكاية من حكايا المخيّم، شاب وصبية يتزوجان، ينجبان. تصبح الحكاية أكثر تعقيداً، لكنها تظل حكاية من حكايا المخيّم». بهذه العبارة تفتتح ميرا صيداوي حديثها عن مسرحيتها الجديدة «كل الحق عليّي» التي كتبتها وأخرجتها وستقدمها لمدة ثلاثة أيام (غداً الجمعة، ويومي السبت والأحد ــــ السابعة مساءً) على مسرح استديو «كون» (مجاور لمسرح «دوار الشمس» ــــ يتبع له بشكلٍ أو بآخر).«إنها مسرحية مزيج بين الكوميديا والتراجيديا والواقع المباشر المشغول بعناية كي يظهر بهذا الشكل» تؤكد صيداوي، التي لا تمثّل في المسرحية، لكنها استعانت بالممثلة السورية وتلميذة جامعة LAU باسكال جلّوف التي تشير صيداوي الى أنها اختارتها بعدما شاهدتها في أعمال عدة سابقاً، وبالممثل الفلسطيني عمر أحمد الذي يعمل أيضاً في جمعية «كامبجي» الناشطة في المخيمات. «هي محاولة لتصوير المخيم وأناسه بالطريقة الحقيقية والطبيعية التي تمثله، لا كما يريد أن يصوره بعضهم. الزوجان متعلمان وفنانان: ياسمين هي رسامة آتية من مخيم اليرموك، فيما علي محاسب من مخيّم شاتيلا.
«كل الحق عليّي» مسرحية هي مزيج بين الكوميديا والتراجيديا والواقع المباشر المشغول بعناية

وهما يعيشان في هذا المخيّم، وتدور الأحداث في إحدى الليالي حيث تتعقد الأمور وتصل إلى حد الطلاق. هنا ينطق البطل بقوله: «كل الحق عليّي»، في إشارةٍ منه إلى أن الحق عليه في كل المشاكل، والتعقيدات، وكل الخسائر الفلسطينية والعربية. يصل إلى مرحلةٍ هستيرية بعد الضغط الرهيب والكبير عليه، فيفكر في الهوية الزرقاء، بأشرطة الكهرباء المتناثرة التي قد تقتله في لحظةٍ ما كما فعلت مع غيره. يفكر بالأونروا التي قد توقف عملها خلال أيام، وفوق كل هذا بالبحث الدؤوب عن حياة أفضل لحياة ابنهما الصغير» توضح صيداوي التي تسرّ لنا بأن السبب الحقيقي وراء كتابة المسرحية هو تجربتها الشخصية مع الإنجاب: «لقد كتبت هذه المسرحية بسرعة كبيرة... أما السبب الحقيقي خلف كتاباتها، فهو ببساطة ابني ميلان علي الذي أنجبته قبل ثلاثة أشهر فقط. طبعاً هنا فوجئت بوجود ضوابط وقوانين تحكم علاقة الأم بطفلها في الوسط الفلسطيني. ضوابط تجعلك شخصاً مقيداً بشكل أو بآخر، ربما هي قيود محبة، لكنها أيضاً تقيّد. هناك ما يجب أن تأكله، وهناك الطريقة التي يجب التعامل بها مع الطفل، وحتى في إرضاعه، واللوم والتقريع الذي قد تتعرض له الأم إذا لم ترضع طفلها إرضاعاً طبيعياً. ماذا لو لم تكن قادرة؟ أو لم يكن جسدها قادراً على ذلك؟ المسرحية تتناول مشاهد من هذه الأفكار، وفي الوقت عينه القصة الرئيسية».
محاولة لتقديم فنّ فلسطيني نابع من رحم المخيمات


تحاول خريجة كلية المسرح في الجامعة اللبنانية، بالاشتراك مع المخرجين عليّه الخالدي وعوض عوض (شاركتهما في مسرحية «أيوبة» التي كتبها وأخرجها عوض وكانت ناجحة وتنقلت بعروضها في مخيمات ومناطق لبنانية مختلفة) تقديم فنّ فلسطيني نابع من رحم المخيمات، كونها هي شخصياً ابنة مخيم برج البراجنة (جنوبي بيروت): «نحن، علية الخالدي، عوض عوض، أو كما نسمى «فرقة مسرح المخيم» نحاول أن نقدّم في أعمالنا صورة تشبه سكان المخيم. طريقة ترضينا وتكون بمثابة صورة واقعية لهم».
وكانت صيداوي قد انتهت منذ فترة من فيلمها «الجدار» الذي يحكي عن محاولة شبانٍ أربعة دعوة الفنان العالمي البريطاني روجر وواترز (هو مؤيد عالمي للمقاطعة ضد العدو الصهيوني ومؤيد للقضية الفلسطينية) لزيارة مخيم شاتيلا. وسيعرض الفيلم العام المقبل محلياً، لكنه سيشارك في المهرجانات الدولية قريباً بحسب المخرجة الفلسطينية.

* «كل الحق عليّي»: 19:00 مساء غد الجمعة، ويومي السبت والأحد ــــ استديو «كون» (مسرح «دوار الشمس» ــــ الطيونة) ــــ للاستعلام: 01/381290