القاهرة | انقسامات السياسة وصلت إلى الوسط الفني المصري الذي توحّد في 30 يونيو (حزيران) لعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي. إعلان زعيم «التيار الشعبي» حمدين صباحي الترشّح في سباق الرئاسة المقبل ضرب هذه الوحدة، بعدما انقسم الفنانون بينه وبين المشير عبد الفتاح السيسي المرشّح الأكثر حظاً بحسب المراقبين، رغم أنه لم يُعلن خوضه المعركة رسمياً بعد، علماً بأنّ صباحي كان المرشّح الرئاسي الذي نجح في الحصول على أصوات العدد الأكبر من النجوم في سباق 2012، تلاه أحمد شفيق، ثم عبد المنعم أبو الفتوح.
بعد وصول شفيق إلى الإعادة أمام مرسي، احتشد كل النجوم تقريباً حول شفيق، ما عدا هؤلاء المحسوبين على ميدان التحرير الذين فضّلوا المقاطعة. لكن ظهور السيسي في المعادلة أخيراً غيّر كل الموازين. حتى إنّ أكثر المتشائمين لم يتوقع يوماً أن تؤدي المعركة الانتخابية إلى خلاف بين حمدين والمخرج خالد يوسف. لطالما شارك الأخير في فعاليات حزب «الكرامة» و«التيار الشعبي»، قبل أن يدعم السيسي منذ «30 يونيو»، حين منحته القوات المسلحة طائرة خاصة لتصوير التظاهرات الشعبية المطالبة بإسقاط نظام مرسي. قال يوسف في مداخلة مع برنامج «هنا العاصمة» (cbc) إنّه «يؤيّد ترشّح السيسي، ويعارض ترشّح صباحي»، معتبراً أنه ليس «من مصلحة مصر تفكّك تحالف «30 يونيو» في الفترة المقبلة». لم تكن علاقة مخرج «حين ميسرة» بالمرشح الرئاسي علاقة عمل وتحالفات سياسية، بل كانت صداقة قوية نشأت في نضالهما المشترك ضد نظام حسني مبارك. وهو ما عبّر عنه يوسف في فيلمه «هي فوضى» مع المخرج يوسف شاهين، حين وضع لافتة انتخابية لحمدين في الفيلم باعتباره منافساً لمرشح الحزب الحاكم. حمدين ظهر أيضاً بشخصيته الحقيقية في فيلم «الآخر» (1999) ليوسف شاهين الذي ساعد خالد يوسف في إخراجه، قبل أن ينال الشهرة التي حصل عليها في السنوات العشر الأخيرة. ليس هذا فحسب، فالمقرّ الانتخابي لحمدين صباحي في سباق 2012، ومقرّ «التيار الشعبي» الذي أسّسه السياسي الملقب بـ«النسر» هو مكتب خالد يوسف نفسه في ضاحية المهندسين في الجيزة. الإعلامي حمدي قنديل يقف أيضاً حالياً في صفّ السيسي مع نجوم مثل: يسرا وليلى علوي، لكنهم على الأقل لم يوجّهوا انتقادات مباشرة لحمدين، بعكس خالد يوسف.
من جهتها، أعلنت الممثلة رندا البحيري المنضمّة إلى «التيار الشعبي» دعمها لحمدين في سباق الرئاسة. وأكّدت أنّها ستعمل ضمن فريق حملة حمدين، على غرار ما فعلته في الانتخابات السابقة. أما الممثل عمرو واكد، فأشار إلى أنّه لن يحدّد موقفه من دعم حمدين قبل قراءة برنامجه الانتخابي، مشدّداً على «أن الكلمة الفصل في تأييد أيّ مرشح لا يجب أن تكون خلفيته سياسية، بل البرنامج الذي سينفّذه بعد وصوله إلى السلطة في حال فوزه بالانتخابات».

يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر | @MhmdAbdelRahman