تلتقي لور غريّب مرّة جديدة بابنها مازن كرباج في معرض «لور ومازن: بيني وبينك» الذي يفتتح عند السادسة من مساء اليوم في «متحف سرسق» (الأشرفية ــ بيروت). اللقاء بينهما يتطلّب أقلاماً وحبراً صينياً والكثير من الورق لاحتواء هذه الحواريّة البصرية الطويلة بين أم وابنها، وبين جيلين وخلفيتين فنيتين: لور الثمانينية الناقدة والشاعرة والرسامة، ومازن الأربعيني الموسيقي وفنان الكوميكس. ثمّة الكثير مما يفرّق بينهما، والكثير مما قد يجمعهما. بدأ التعاون بين الفنانين عام 2006، في رسومات حول عدوان تموز. بعد عامين، عملا على بورتريه ذاتي حمل اسم «أنت وأنا حبر وورق» (2008)، تلاه معرض بالعنوان نفسه عام 2010، ثم كتاب «غداً لن يأتي» (2014). اجتمعا مجدداً عام 2015 في «أبجديّة لور غريب ومازن كرباج» في «غاليري جنين ربيز». ماذا يمكن أن يضيفه اللقاء المقبل بعد؟ ربما ليس هذا السؤال الأمثل للحكم على تجربة فنية مماثلة تبقيها فرادتها وتلقائيتها مفتوحة في موازاة علاقتهما التي لا يمكن تلخيصها ببضع لوحات. خطوط لور غريب المتداخلة وأشكالها وكائناتها المصنوعة من الحبر والكولاجات والكلام، تجد مطرحها بسهولة في فن الكوميكس بمتوالياته السردية المرسومة والمكتوبة التي يخوضها كرباج منذ سنوات طويلة. في مساحتهما المشتركة، طوّر الثنائي تقنيّة الأيدي الأربع في الرسم. فيما تتيح هذه التقنية الانغماس التام في عمليّة الرسم والتخطيط، فإنّها تفسح مجالاً للعفوية والتدفق، والأهمّ الارتجال بمعناه الحقيقي لا المجازي، حيث ما قد يبدأ بمكان ما مشترك، قد ينتهي بالهواجس الفرديّة لكل منهما. تتداخل الخطوط والأفكار والرسومات، فلا يعد التمييز بينها أمراً ضرورياً. ربما كان ذلك عنصراً أساسياً في لعبتهما المفتوحة التي تتسع للشخصي والحميمي وذكريات العائلة، فيما يشرّعانها على يوميات المدينة، والقضايا السياسية العامة وتاريخ البلاد من وجهتي نظر جيلين مختلفين.
* «لور ومازن: بيني وبينك»: يفتتح عند الساعة السادسة من مساء اليوم ويستمرّ حتى 26 آب (أغسطس) المقبل ـــ «متحف سرسق» (الأشرفية ــ بيروت). للاستعلام: 01/202001