عام 2016 و2017 كانا حافلَين بالغياب والعزلة بالنسبة إلى الفنان زياد الرحباني. عام 2018 كان حافلاً بتمارين العودة وبعدها الحفلات الكبيرة والصغيرة، قبل وضع الخطط وتكثيف اللقاءات ونسج العلاقات وبلورة المشاريع وتحضير الأرضية لعام 2019 الذي يبدو أنه سيكون حافلاً بتنفيذ هذه المشاريع أو وضعها على سكّة التنفيذ بالحدّ الأدنى. رافق كلّ ذلك ظهور إعلامي كثيف جرى خلاله التلميح إلى ما ينوي الرحباني إنجازه في المستقبل، علّ إعلان الأمر للناس يضعه في موقع «المجبَر» على تنفيذ الوعود التي ينتظرها كثيرون في لبنان ومحيطه وفي بلدان الانتشار اللبناني والعربي. في الأفق أكثر من تعاون وبأشكال و«أحجام» مختلفة مع عدّة أسماء مثل النجوم مايا دياب وكارول سماحة وشيرين عبد الوهاب ولطيفة التونسية (وربما أسماء أخرى سيكون لها وقع المفاجأة الكبيرة على الناس). طبعاً، مكان فيروز محفوظ على الدوام وله الأولوية التي يفهمها ويتفهّمها الجميع. أضف إلى ذلك كمّاً من المشاريع الأخرى، الفنية أو غير الفنية، التي يعمل عليها زياد وينوي إنجازها (مثل الصدور الوشيك لألبوم يحوي موسيقى فيلمَي «متحضّرات» و«طيارة من ورق» بعد 21 ثم 16 عاماً من الشوق!) أو تحقيق تقدّم في إنجازها خلال العام الحالي ومطلع العام المقبل. لكن ما هو ثابتٌ بكلّ الحالات هو الأمسيات والحفلات، في النوادي أو على المسارح. وهنا نذكر أن المشروع الأكبر في المدى المنظور سينطلق أواخر الشهر المقبل، حيث يغادر الرحباني إلى أوروبا للقيام بجولة تحمل عنوان «تحية إلى جو سامبل» لكن برنامجها الفنّي يتخطّى ريبرتوار الموسيقي الراحل (وفرقة الـ«كروسايدرز») ليشمل، بطبيعة الحال، تحفاً موسيقية وغنائية تحمل توقيع زياد. تبدأ هذه الجولة من ألمانيا مطلع آذار المقبل وتُختتَم (مبدئياً) في هولندا، مروراً ببلجيكا وفرنسا ولندن، ولنا عودة إليها للكلام عن تفاصيلها ونتائجها، قبل وبعد حصولها.أما في ما خصّ الأمسيات محلّياً، وبعد إطلالات كثيرة سبقت وتلت حفلتَي «بيت الدين» الصيف الماضي (آخرها شهد حضور النجمة الفرنسية صاحبة الصوت القوي سينتيا براون)، يعود زياد إلى «المركز الثقافي الروسي» (شارع فردان/ بيروت) مساء اليوم لإحياء أمسية وحيدة، تليها غداً، أمسية أخرى في مقهى «قُرطُبة» (بعبدات، الطريق العام/ المتن الشمالي). المكانان سبق أن قدّم فيهما زياد وفرقته أكثر من أمسية في الأسابيع الأخيرة، وشارك فيها موسيقيون من لبنان وسوريا ومصر، بالإضافة إلى مجموعة من المغنيات، مثل منال سمعان ولارا مطر ومي عبيد وكاتاليا وويندي وسيما إتيّم وغيرهِنّ. رغم التشابه النسبي لناحية الفرقة والبرنامج بين الليلتَين اللتين تحملان العنوان ذاته، Brasilio، إلّا أنّ الجو العام يختلف بين المسرح والمقهى، ولكلّ جوٍ مزاياه ونكهته وخصوصيته التي تؤثّر في الأداء كما في التلقّي. الفرقة ستضمّ إلى زياد الرحباني (بيانو)، بشرى محفوض ولارا راين (غناء)، آفو توتنجيان (ألتو ساكس)، جورج مالك وطارق خلقي (غيتارات)، خالد عمران (باص)، بالإضافة إلى ثلاثي الإيقاع أيمن زبداوي وابراهيم جابر وداني شكري، لدعم الطابع اللاتيني للأمسيتَين، تماهياً مع عنوانهما المشترك.
أمّا البرنامج فيتألف من محطّات موسيقية وغنائية تحمل توقيع زياد (بعضها من ريبرتوار فيروز)، مثل «خلّيك بالبيت» و«لبيروت» و«صباح ومسا» و«أنا فزعانة»، بالإضافة إلى كلاسيكيات الجاز والبوسّا نوفا والبوب والموسيقى اللاتينية من عناوين غنائية أو موسيقية.


* زياد الرحباني وفرقته: الليلة في «المركز الثقافي الروسي» (للاستعلام: 01/790212) وغداً في مقهى «قرطُبة» (بعبدات ــــ 03099262)