شاءت الصدف أن تتزامن زيارة «الأخبار» إلى موقع تصوير مسلسل «ما فيي» (لكلوديا مارشيلينا ورشا شربتجي) في مدينة جبيل (شمال بيروت) مع تصوير أحد المشاهد الأخيرة من العمل الذي تعرضه mtv (من الاثنين إلى الجمعة 20:40) و«أبو ظبي» (من الأحد إلى الخميس 22:00). المشهد يختصر نهاية المشروع الدرامي الذي يدور حول صراع عائلتين: الأولى سورية والثانية لبنانية وسط بحث محموم عن سرّ قديم. خلال هذه الفترة، تنشأ علاقة حبّ بين ياسما (فاليري أبو شقرا) وفارس (معتصم النهار) ليتحدّيا الماضي والمستقبل. صوِّرت أغلبية المشاهد الأخيرة في قصر صغير في جبيل. اللافت أن تلك الفيلا أصبحت بمثابة مقرّ لتصوير غالبية المسلسلات اللبنانية التي تتطلب منزلاً فخماً يدلّ على ثراء العائلة التي تسكنه. اعتادت صاحبة القصر على «عجقة» التصوير، فمنزلها يتحوّل إلى استديو لأيام عدة كل فترة. هكذا كانت الأجواء في الكواليس هادئة ونشطة في الوقت عينه، والأنظار مصوّبة على المخرجة السورية رشا شربتجي المعروفة بكياستها وتهذيبها مع الفريق. هذا الأمر ينعكس راحةً على «الكاست» الذي يعمل معها. تُعيد شربتجي تصوير المشاهد مراراً وتكراراً، وتتوقف عند أدقّ التفاصيل في ملامح الممثلين. تُسابق شربتجي الوقت للانتهاء من «ما فيي» والانتقال إلى تصوير مسلسل تلعب بطولته ماغي بو غصن والنجم المصري حسن الرداد (إنتاج «إيغل فيلمز»).
في حديثها مع «الأخبار»، تصف تجربتها بـ«ما فيي» بالممتعة، مضيفة: «عملنا عيلة ورفقة». لكن كيف تقيّم إطلالة فاليري أبو شقرا في بطولة «مافيي»، خصوصاً أنّ «ملكة جمال لبنان 2015» لم تطلّ سابقاً في مشاريع درامية باستثناء تجربتها السريعة في «الهيبة 2» (باسم السلكا وسامر البرقاوي). تجيب شربتجي: «فاليري سلسة بأدائها، ولم أجد صعوبة في توجيهها. هي جميلة من الداخل والخارج وأتوقّع لها مستقبلاً ناجحاً في التمثيل». تجيب شربتجي على الأسئلة بابتسامة، لكن عند التطرّق إلى وضع الدراما السورية اليوم، تسرح قليلاً قبل أن تجيب: «أنا أنتمي للدراما السورية وقدّمت قبل عامين آخر مسلسل لي حمل اسم «شوق» (حازم سليمان/ طرح منه فيلم نال جوائز عدّة). أنا أنتمي للنصّ الذي أحبه والأقرب للناس، والأكثر حظّاً بالتسويق. لكن وحدي لا يمكنني فعل شيء لإنقاذ الدراما، فالمسؤولية تقع على رجال الأعمال ومؤسسات الدولة وشركات الإنتاج. يتطلّب الأمر فتح شاشات جديدة تبث أعمالنا كقناة «لنا» التي تعرض العديد من المسلسلات السورية. كلّها عوامل تساعد في استعادة الدور الذي لعبته الدراما السورية».
من جانبه، يسابق معتصم النهار الوقت لينتهي من «ما فيي» قبل أن يأخذ استراحة لينطلق بتصوير «خمسة ونص» (تأليف إيمان السعيد وإخراج فيليب أسمر) إلى جانب نادين نجيم وقصي خولي. من الواضح أن الممثل السوري يحمل كل مواصفات النجم لناحية الشكل والأداء التمثيلي. لكن هل يخشى المقارنة بينه وبين النجوم السوريين الذين وقفوا إلى جانب نادين سابقاً وأبرزهم عابد فهد وتيم حسن؟ بالنسبة إلى معتصم، فإنّ الجواب واضح، المقارنة قد تُطرح، لكن ما يهمه هو «القيام بعمله على أكمل وجه». وعن وقوفه للمرة الأولى إلى جانب فاليري، يرى النهار أن الأخيرة مجتهدة ولم تكن هناك مشكلة في تقديم الدعم لها. لكن ماذا يجيب على فكرة أنّ مشاركة النجوم السوريين ترفع أيّ عمل يظهرون فيه؟ يعلّق النهار بأن وجود النجوم السوريين في أي مسلسل هو إضافة للعمل، مضيفاً: «بين لبنان وسوريا لا فرق، وما حاسس بالغربة هون. دراما بلد واحد». أما بالنسبة إلى فاليري، فتصف تجربتها في «ما فيي» بأنها اختارت البدء بعمل صعب من 60 حلقة لتكون باقي الأعمال اللاحقة سهلة. وتردّ على الانتقادات التي تواجهها بأنها انتقلت من عالم الجمال إلى التمثيل بالقول: «لقد درست الإخراج قبل أن أشارك في مسابقة ملكة الجمال. منذ ظهوري في «الهيبة 2» وأنا أحضّر جيداً لأدواري. المسؤولية كبيرة ولكني سأكمل في التمثيل».
يستمر عرض المسلسل حتى حلول شهر رمضان

وعن العروض اللاحقة، تنفي فاليري وجود أيّ مشروع مؤكد حالياً لحين الانتهاء من «ما فيي». على الجهة الأخرى، تتابع النجمة السورية نادين خوري مشاهدها في بيروت. الممثلة المخضرمة صاحبة التجربة الطويلة، تبدو عليها علامات النشاط كأنها تقف أمام الكاميرا للمرة الأولى. تضحك عندما نقول لها ذلك، مضيفة «الإنسان عندما يحبّ عمله يُتقنه ويكون نشيطاً وجاهزاً للتعب. التمثيل فيه الكثير من التوتر والحفظ، وتحضير الدور يأخذ وقتاً. في مسلسل «ما فيي» دوري هو المرأة الوفية والمخلصة، وهو يحمل تفاصيل دقيقة في الكلام والحركة. وهو التعاون الأول مع «صبّاح إخوان»». عن وجودها في شهر رمضان المقبل، تكشف أنها انتهت من تصوير الجزء الرابع من مسلسل «عطر الشام»، وكذلك تتحضر للحاق بفريق مسلسل «حرملك» الذي بدأ تصويره في الإمارات أخيراً، على أن ينتقل التصوير إلى بيروت في الأسابيع المقبلة. من جانبها، تنفرد كارلا بطرس بدور أساسي في «ما فيي» سيتضح لاحقاً للمشاهدين. في حديثها لـ«الأخبار»، تلفت الممثلة اللبنانية إلى أنها لا تحبّ الظهور في عملين دفعة واحدة، وهي مكتفية حالياً بحضورها في «ما فيي»، على أن تدرس لاحقاً إمكانية مشاركتها في مسلسل رمضاني. تقول: «لا أعاني من عقدة الظهور على الشاشة بل أفضّل الاستراحة مع عائلتي على أن أظهر في مسلسلين دفعة واحدة». أما الحديث مع الممثل السوري محمد قنوع، فلا يعرف نهاية في مشواره الفني الغني ومشاريعه المستقبلية. يجيب النجم على بعض الانتقادات التي تقول بأنّ دوره في المسسل صغير، قائلاً: «في الحلقات اللاحقة، سيتوسّع الدور ويتطور أكثر. في الإجمال، لا تعنيني أدوار البطولة. ففي مسلسل «ليالي الصالحية» ظهرت في خمسة مشاهد فقط، لكنها غيّرت مجريات المسلسل». وماذا عن رمضان؟ يلفت إلى أنه يشارك في مسلسلي «أثر الفراشة»، و«الحلاج» (إنتاج «أبو ظبي»). لكن مشاريع النجم السوري لا تقف هنا، بل يغرق في الأعمال المدبلجة (التركية، الإسبانية...) بإدارته شركة abc التي تهتم بالترجمة وتوزيع الأعمال على الشاشات العربية. إذاً، تضع رشا شربتجي اللمسات الأخيرة على مسسل «ما فيي» الذي سيستمرّ عرضه لحلول شهر رمضان. عندها تفتح الستارة على مشاريع أخرى تستمرّ شهراً كاملاً وسط منافسة قوية.

* «ما فيي»: من الاثنين إلى الجمعة 20:40 على mtv