خلال الفترة الماضية، كثر الحديث عن شراء المعجبين والـ«لايكات» على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى انتشار الحسابات المزيّفة. المسألة لم تقتصر على العالم العربي، بل طالت مشاهير ومؤسسات وشركات كبيرة حول العالم. لكن يبدو أنّ الظاهرة امتدت إلى يوتيوب أيضاً. شهرياً، يتخطى عدد زوّار يوتيوب المليار، كما يمضي هؤلاء أكثر من 6 مليارات ساعة مشاهدة شهرياً على الموقع المخصص لتبادل مقاطع الفيديو. إلا أنّ الحقيقة قد تكون مغايرة، لأنّه ليست كل هذه المشاهدات حقيقية.
لذلك، أعلنت شركة غوغل عبر موقعها الرسمي أخيراً بدء حملة ضد المشاهدات المزيّفة التي حصدتها مقاطع مصوّرة تعود إلى قنوات تسعى إلى «تضخيم» شعبيتها بشكل «مصطنع»، علماً بأنّ الشركة الأميركية تملك يوتيوب منذ نهاية عام 2006، بعدما أسسه ثلاثة موظفين في شركة «باي بال» في 2005.
الحملة تأتي في إطار سعي غوغل للحفاظ على صدقيتها لدى مستخدمي الشبكة العنكبوتية. «عندما يلجأ بعض الممثلين الفاشلين مثلاً إلى التلاعب بعدد المشاهدات، هم لا يضللون الجمهور فحسب، بل يهددون واحدة من أهم مميّزات يوتيوب»، قال فيليب بففنبيرغر، مهندس البرنامج في يوتيوب، وفق ما نقلت عنه صحيفة الـ«غارديان» البريطانية أمس.
مساعي الشركة لمراقبة الأعداد المزيّفة ليست جديدة، لكنها اليوم ستأخذ منحى مختلفاً وأكثر صرامة. هذا ما أكده بففنبيرغر عبر تدوينة غوغل الأمنية، مشيراً إلى أنّه «في السابق كنا نرصد المشاهدات الخاطئة فور حصولها، غير أنّنا اليوم سنتحقق من صحّتها بشكل دوري، وسنزيل كل ما هو مزيّف بمجرّد التعرّف إليه».
وعمّا إذا كان هذا الإجراء سيؤثر في محتوى يوتيوب وكميّة الفيديوات المعروضة عليه، أكد المهندس في الشركة أنّ «تأثيره سيكون محدوداً جداً»، موضحاً أنّه «ضروري لتأكيد صدقية الأعداد الظاهرة، والحفاظ على صورتنا وسمعتنا لدى المستخدمين». وشرح بففنبيرغر أنّه في حال رصد يوتيوب أي مشاهدة يسجلها طرف ثالث (شركات التسويق مثلاً)، ستحذف مباشرةً، وقد تعرّض صاحب الحساب لإجراءات «تأديبية تشمل إزالة الفيديو، وتعليق الحساب».
وتأتي هذه الخطوة بعدما حذّر يوتيوب في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أصحاب القنوات التابعة له من التعامل مع شركات التسويق التي يعرض عدد كبير منها خدماته في بيع المشاهدات الوهمية.
من جهتها، رجّحت الـ«غارديان» أن يكون هناك هدفان وراء حملة غوغل الجديدة. الأوّل هو التأكيد للشركات الإعلانية أنّ إعلاناتها تُشاهد من قبل أشخاص حقيقيين. أما الثاني، فهو إجبار أصحاب القنوات (youtube channels) على كسب الجمهور من خلال استخدام نظام غوغل الخاص بالإعلانات الذي يحمل اسم TrueView. تصرّف يوتيوب ومن ورائه غوغل، يبدو مبرّراً اليوم، وخصوصاً أنّه الموقع الوحيد الذي بقي يتمتع بمستوى معيّن من الصدقية لدى مستخدميه بعد علامات الاستفهام الكثيرة التي رُسمت حول تويتر وفايسبوك.

يمكنكم متابعة نادين كنعان عبر تويتر | @KanaanNadine