في تموز (يوليو) الماضي (الأخبار 12/7/2013) أطلّت قناة «الثبات» في بيروت (جانب السفارة الكويتية) رافعةً شعار «أمة واحدة ... شعوب متعارفة»، وحاملةً خطاباً توحيدياً في مواجهة فضائيات الفتنة. القناة التي تندرج تحت «اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية»، شهدت أخيراً تغيّراً في طاقمها الإداري، فركّز الأخير على علاج مزاريب الفساد وحسن التعامل مع الوافدين الجدد. لكن ما الذي كان يحدث في كواليس المحطة واستدعى هذا التغيير؟
قبل تسلّم الفريق الإداري الجديد زمام الأمور، كانت حالة من التململ والغضب تسود أوساط الموظفين الذين تم استغلال بعضهم ضمن فترات تدريبية (3 أشهر) أو ضمن عمل ثابت، وتعرّضوا لعملية حسم من رواتبهم من دون ذكر الأسباب أو تشغيلهم لساعات إضافية من دون بدل، علماً بأنّ سقف الرواتب لا يتعدى 750 دولاراً.
وكانت علامات استفهام عدة قد ارتسمت حول القناة التي لا تخفي تمويلها من الجمهورية الإسلامية في إيران ويديرها الشيخ عبد الناصر جبري، وتزامن بعضها مع انطلاقة المحطة التي كلّفت 8 ملايين دولار، وتشييد مبنى مجاور لمركزها خاص بالشيخ جبري، مع كلام عن تجيير جزء من هذه الأموال لصالح المبنى الجديد. وقد علمت «الأخبار» من مصادر مطّلعة أنّ ذلك اقترن مع سلوكيات أخرى تمثّلت في إيهام الداعم المالي بأنّ كلفة التجهيزات والمعدات داخل القناة عالية (مليون ونصف مليون دولار)، بالإضافة الى أنّ راتب كل موظف فيها يصل الى 1200 دولار بغية الاستحصال على مزيد من المال. أما الواقع، فيؤكد أنّ كل ما سبق يقع ضمن الضروب الوهمية.
هذا الكلام ينفيه مدير البرامج السياسية في القناة الشيخ ماهر مزهر الذي عيِّن حديثاً في منصبه، لافتاً الى أنه يجب أن يصل راتب الموظف الى 1200$ بغية «تسهيل الدخول الى الضمان الاجتماعي». وعن المبالغ المهدورة، يؤكد مزهر لـ«الأخبار» أنّ «الاتحاد» يراقب «كل فرنك وقرش» يصرف في القناة.
الكلام عن الفساد المالي لا يحجب الحديث عن ممارسات ومضايقات بحق الموظفين، وخصوصاً لجهة اللباس والعقيدة. صحيح أنّ القناة دينية، وقد يقول قائل إنّ من «حقها» فرض الحجاب على الموظفات، وهي اليوم تفرض وضع المنديل على الرأس بالنسبة إلى الموظفات غير المحجبات، لكنّ الأمر تعدّى مسألة اللباس، فقد وصل الأمر بحسب بعض العاملات في القناة الى مضايقات شخصية وكيدية، بلغ بعضها حدّ توجيه إنذارات، وإلى الطرد التعسفي من دون إنذار.
خضر حسّان الصحافي الذي لم يكمل أشهره الثلاثة كفترة تدريب في القناة، وترك عمله في إحدى الصحف بعدما وعد بأنه سيحصل على وظيفة داخلها، يتحدث عن الوعد الذي قطعوه له بأنّ راتبه سيتعدى الألف دولار ليصار بعدها إلى طرده لأن «مؤهلاته المهنية لا تسمح». لكن الشاب يقول إنّ السبب الحقيقي لطرده كان «أنه شيوعي». يضاف إلى كل ذلك، الطرد التعسفي الذي لقيه العشرات منذ تدشين القناة بسبب هروبها من أعباء التثبيت الوظيفي، وتأمين الضمان الصحي للموظفين الذي لا يزال غائباً حتى اليوم.


يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab