ليس هناك أيّ شاشة لبنانية في منأى عن الأزمات المالية المتواصلة. تتنوّع أسباب هذه الأزمة بين «شحّ» التمويل السياسي، في ظلّ انتظار تأليف الحكومة لأكثر من سبعة أشهر، وتراجع سوق الإعلانات في السنتين الأخيرتين. لكن يبدو أن الأزمة في mtv أجبرت القائمين على اتخاذ تدابير «قاسية» بحقّ الموظفين بحجة «مواجهة الأزمة». فمع نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، طلب رئيس مجلس إدارة mtv ميشال المرّ من رؤساء الأقسام في قناته «خفض بند المعاشات في الميزانية بنحو 20%». في البداية، حُكي في الكواليس عن أن خفض بند المعاشات سيصل إلى 40%، لكن خوفاً من البلبلة التي قد تُثار في الإعلام حول خفض المعاشات إلى النصف، رسا القائمون على نسبة 20%. على أن يبدأ مفعول القرار في نهاية الشهر الحالي. في المقابل، تلوح في الأفق أزمة ثانية داخل أروقة استديوات النقّاش، وهي خفض عدد الموظفين. هذه الخطوة سيبدأ تنفيذها في الفترة المقبلة كي لا تثير ضجّة في حال بدء تطبيقها توازياً مع خفض المعاشات. أما قرار خفض المعاشات، فيؤكّده مصدر داخل mtv لـ«الأخبار» رفض الكشف عن اسمه، لافتاً إلى أن هذه الخطوة «صعبة وليس بإمكان الموظفين تحمّل تبعاتها في ظلّ الغلاء المعيشي الذي نعيشه اليوم. كما أن هذه الخطوة مفاجئة لأنها جاءت في فترة العام الدراسي والأعياد». لكن ما أسباب أزمة mtv؟ فمَن يتابع برامج الشاشات المحلية هذا الخريف، يلاحظ أنها باهتة لا تحمل أيّ مشاريع تلفزيونية ضخمة. لكن بالنسبة إلى mtv، يختلف الوضع، فالجميع يلاحظ أن آل المرّ «رفعوا» سقف إنتاج بعض برامجهم كي يجذبوا المعلنين، وخاصة أنهم لا يتعاونون حالياً مع شركة إعلانات محدّدة. وبالتالي، فسوق الإعلانات مفتوح أمامهم (حتى إنهم لا يتعاونون مع شركة إحصاءات). لكن يبدو أنّ ضخامة البرامج لم تحرّك سوق الإعلانات، فراحت mtv تفتش عن زيادة التمويل السياسي.
تراجع التمويل السياسي من السعودية «غير المهتمة حالياً بلبنان»

في هذا السياق، يشير مصدر لـ«الأخبار» إلى أن أزمة mtv ليست جديدة، بل بدأت قبل سنوات، وكل فترة تعيش المحطة هذه الحالة. ويلفت إلى أن أحد أهم أسباب المشكلة هو تراجع التمويل السياسي، وتحديداً من السعودية وحزب «القوات اللبنانية»، لأن السعودية لم تعد «مهتمّة بلبنان مثلما كانت سابقاً». في المقابل، يشير المصدر إلى أن القناة تلقّت «ضربة» في الانتخابات النيابية التي جرت في أيار (مايو) الماضي. إذ لم تستطع جني سوى مليوني دولار، معظمها من حزب «القوات»، في حين أنّ المبلغ وصل إلى 35 مليون دولار خلال انتخابات عام 2009. حاولت mtv أن تخفّف من عبء الأزمة عبر منصات الإنترنت وتقنية الـ pay-tv (الدفع المسبق). لكنّ هذه الخطوة لم تؤت ثمارها بسبب انخفاض سعر الإعلانات على واجهاتها الإلكترونية. في سياق آخر، يتردّد في الأسواق أن طبيب التجميل نادر صعب يشارك في إنتاج الموسم الثالث من برنامج «ديو المشاهير» الذي سينطلق الأحد المقبل وتقدمه زوجته أنابيلا هلال. بالتالي، يوفّر ذلك على mtv تكاليف إنتاج العمل الذي تأجل مرات عدّة. إذاً، شدّت mtv الحزام، معلنة حالة التقشّف، ومقتطعة من معاشات موظفيها، فهل تكتفي بذلك أم أنّها تلجأ إلى عملية صرف لبعضهم؟