لم تنتظر قناة «الحرّة» طويلاً قبل أن تُعلن خطّتها الاعلامية الجديدة. القناة التي انطلقت عام 2004 لتكون ذراعاً إعلامية للسياسة الاميركية في المنطقة، تعرّضت لهجوم منذ فترة، إثر إستغنائها عن عدد كبير من موظّفيها. إلا أنها سرعان ما بدأت خطّة ضمّ بعض الوجوه الجديدة إليها. قبل شهرين تقريباً، قامت «الحرّة» بما يشبه عملية تصفية لغالبية موظفيها القدامى لديها في مكاتب بيروت وفلسطين والقاهرة ودبي، وحتى واشنطن، بحجة «إعادة الهيكلة». تمخّض عن تلك الخطوة إيقاف برنامجَي «هنّ» الذي قدّمته ماتيلدا فرج الله (انضمّت إلى القناة قبل سبع سنوات)، و«اليوم» الذي يعتبر أشبه بـ«ماغازين» يومي. في المقابل، تمّ إعداد برنامج لجمانة حداد، وآخر للداعية المصري إسلام البحيري. يومها، بدا واضحاً أن تلك الخطوة تعزى إلى تقليص الكونغرس الأميركي ميزانية شبكة «الشرق الأوسط للإرسال» (MBN التي تضمّ إذاعة «سوا» و«الحرة»...) أوائل العام الحالي، إضافة إلى محاولة التفتيش عن هوية واضحة للقناة التي لم تحقق هدفها باستقطاب المشاهدين. كما في كل مرّة، تعيش القناة ما يشبه «فصاماً» في قراراتها: تارة تعلن عن خفض عدد موظفيها، وطوراً تضمّ باقة من الإعلاميين إلى فريقها. لكن بالنسبة إلى «الحرّة»، فإن هدفها اليوم هو تعزيز مكتب دبي ليصبح الأساسي لها على حساب باقي المكاتب، خاصة أنه يجري الحديث اليوم عن انطلاقة جديدة للشاشة الشهر المقبل، بعد اكتمال لائحة المقدّمين الجدد. هذه الخطوة تأتي تطبيقاً للقرارات الادارية التي وضعها الأردني نارت بوران الذي انضمّ إلى القناة في موقع نائب المدير العام ومدير المحتوى، بعدما كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي في شبكة «سكاي نيوز عربية»، مع العلم بأن بوران كان قد أعلن للموظفين عند تسلّمه منصبه، أنه سيعتمد خطة لـ«ترشيد الإنفاق».
انضمّت كارولينا نصار ونيكول حجل إلى الشاشة

في هذا السياق، تضع «الحرة» عينها على بعض المقدمات اللبنانيات اللواتي عرفن بتجاربهن الخجولة أمام الشاشة، أو في بداية عملهن في مجال تقديم نشرات الأخبار. فقد أعلنت نيكول حجل (الصورة)، الشهر الماضي، ترك lbci التي انضمت اليها عام 2010، كاشفة عن التحاقها بـ«الحرّة» في دبي حيث ستستقرّ. انتقال مقدمة نشرات الشاشة المحلية إلى حضن المحطة الاميركية كان بسبب زواجها وإستقرارها في الامارات العربية المتحدة. أما بالنسبة الى زميلتها كارولينا نصّار، مقدمة نشرات الاخبار الصباحية على mtv، فإنّ خطوة الانضمام إلى «الحرّة» جاءت بعد تلقيها عرضاً للعمل في دبي أيضاً، إذ تودّع كارولينا، التي حصلت على لقب الوصيفة الاولى لـ«ملكة جمال لبنان» عام 2011، قناة المرّ السبت المقبل لتنتقل لاحقاً إلى كرسيها الجديد.
وكانت نصّار قد دخلت الاعلام بعدما شاركت في المسابقة الجمالية، وقدّمت على mtv مجموعة فقرات صغيرة، لتطلّ أخيراً في قسم الأخبار. على الضفة نفسها، بدأت mtv البحث عن بديلة تجلس مكان كارولينا، ويجري التفاوض اليوم مع جوزيان رحمة التي انضمت إلى lbci عام 2012 وتركتها بعد عامين فحسب، لتلحق بشاشة أخرى. بهذه التغييرات، هل أصبحت «الحرّة» جاهزة للانطلاق خلال شهر تقريباً، أم أن التعديلات لم تنته بعد؟