اختلف هذا العام عن البقية. تعاطت أغلبية القنوات اللبنانية مع برمجة الخريف، كما تتعاطى عادة مع المواسم الرمضانية، أي بتكتّم شديد، في انتظار لحظة الصفر للكشف عن التواقيت وتموضع الأعمال الدرامية، وباقي البرامج الاجتماعية والسياسية. مع انطلاق الموسم «الخريفي»، أي قبل أسبوعين، انخفضت التوقعات، إذ بدت الحلقات الأولى من هذه البرمجة تشي بمسارها لاحقاً. «الجديد» كانت من بين القنوات التي خصصت حفلة ضخمة في «كازينو لبنان» للإعلان عن برمجتها، التي حملت وجوهاً جديدة وأخرى عائدة بصيغة مختلفة. ضخّ واضح أرادته المحطة، في سبيل الاستحواذ على المشهد التلفزيوني، من خلال كثافة عدد ونوعية البرامج المتنقلة بين الترفيه والاجتماع والسياسة. لكن سرعان ما ذاب ثلجها وبان مرجها كما يقال، إذ اندرجت أغلبية المشاريع ضمن برامج الإثارة الجنسية والفضائح، ما خلا برنامج «كلنا للوطن»، الذي غرّد خارج السرب. lbci أيضاً أخرجت من عباءتها برامجها الجديدة، أبرزها «بكل طائفية» الذي لم يكن موفقاً في الطرح والصناعة التلفزيونية ذات البعد الوطني، فيما قدمت mtv «صار الوقت» الذي ترافق مع حملة دعائية ضخمة لمارسيل غانم المنضم إليها أخيراً. لكن هذا العمل التلفزيوني اتّسم أيضاً بكثير من الشوائب، رغم إمعانه في تقديم صورة مبهرة وجذابة. هنا لمحة عن أبرز البرامج التي تعرضها الشاشات

البرامج

منافسة بـ... أقل جهد!
كل اثنين 20:30 على otv



ربما لم يكفِ نهار الاثنين عبء تحمّل برنامجين متنافسين، حتى دخلت otv على الخط هذا الموسم. نقلت برنامج الألعاب الصيفية «لوكا بيتش»، الذي تقدمه كريستيا صوايا إلى حلبة المنافسة. الموسم الثاني من البرنامج، رفع سقف المنافسة، عبر استجلاب أدوات جديدة، هدفها الإثارة الجنسية بصيغتها المبتذلة. إلى جانب تعمّد القائمين إدخال لغة الإثارة في لعبة التنافس بين الصبايا والشابات، اتكأ «لوكا بيتش» هذه المرة، على استضافة نجوم ووجوه لها حضورها على الساحة اللبنانية، كميريام كلينك، والشيف أنطوان الحاج. وآخر المحطات التي شهدناها استجلاب راقصة شرقية لتؤدي وصلة في «البيسين» واستعراض إيلي الزير جسده «منكهاً» بكثير من الإيحاءات الجنسية.

مغامرة غير محسوبة
كل ثلاثاء 21:40 على lbci



بعد طول انتظار، ونشر متواصل للإعلانات الترويجية للبرنامج، كُشف النقاب عن برنامج «بكل طائفية» (فكرة رانيا يزبك- سيناريو ريما إبراهيم- إخراج داني الحج)، على lbci. اعتقد المتابع أن البرنامج سيضيء على المواضيع الحساسة في لبنان كالطائفية بطريقة محترفة. لكن، أيضاً كنا أمام تخبّط في الصيغة بين مساحة درامية تدور بين المشاركين/ات، وبين «تلفزيون الواقع» الذي يسحب الأفرقاء جانباً ليخبروا عن تجربتهم. عدا ذلك، اتسم البرنامج بكثير من السطحية في مضامينه. استعملت الكليشيهات الطائفية ودمجت بالانتماء السياسي، بطريقة تكرّس أكثر مفهوم الطائفية وشدّ العصب. هكذا يبدو نقل تجربة المغردين من العالم الافتراضي إلى الشاشة مغامرة غير محسوبة.

والعود (ليس) أحمد
كل أربعاء 21:30 : على «الجديد»



«نيشان يقفز في المجهول» عبارة قد يصح إسقاطها على برنامج «أنا هيك» (إشراف على الإعداد: طوني سمعان - إخراج: وليد ناصيف)، الذي عاد به الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان إلى شاشة «الجديد» التي انطلق منها. برنامج أراد أن يُحدِث صدمة لدى المشاهد، مستعيناً بعيّنة من الجمهور في الأستديو، بغية فرض التحدي بين هذه الشرائح والحالة الاجتماعية التي يضيء عليها البرنامج. دشّنت الحلقة الأولى براقص التعري إيلي الزير، الذي سبق له أن ظهر في برنامج المواعدة «نقشت» (lbci). وفي الحلقة الثانية استضاف سيدتين مقامرتين. يمكن اعتبار «أنا هيك» النسخة المشوهة من «أحمر بالخط العريض»، إذ لم ينجح في التفرّد، لا سيما مع الاستغلال الواضح للضيوف واللعب على ظروفهم القاسية.

دينامية «منا وجرّ»
كل اثنين 21:30 على mtv



للسنة الرابعة على التوالي، يدخل «منا وجرّ» على mtv، حلبة المنافسة. البرنامج المأخوذ عن فورما أجنبي، ويقوم بجزء منه بتقييم البرامج التلفزيونية، في قالب من الترفيه والمرح، لا شك أن نسخته الرابعة تعدّ مختلفة، ولا شك أيضاً أن البرنامج عدّل في الكثير من محطاته وأداء ضيوفه الدائمين، خاصة في النسخة الأولى عندما تحوّل النقد إلى مادة للتقاذف وللتجريح الشخصي. يحسب لـ «منا وجر» هذه الدينامية في مواكبة المتطلبات والالتزام قدر الإمكان بالأخلاقيات التلفزيونية. هذه المرة، انضم إلى فريقه الثابت في الأستديو المنتج سلام زعتري، والمخرج المخضرم كميل سلامة. رجلان سيضيفان الكثير على مضامين و«توجهات» البرنامج، وشهدنا بشائره في الحلقة الماضية، عندما زار بيار رباط الأسواق الشعبية في بيروت.

«كلنا» كارلوس عازار
كل جمعة 21:30 على «الجديد»



رغم تغريده خارج سرب البرامج الهابطة، استطاع «كلنا للوطن» (إنتاج شركة «هاي وايز برودكشن» لسناء قزي وكالين ناصيف - إخراج سامر دادانيان)، جذب الناس، بصيغته المشغولة والهادفة إلى تقريب المسافات بين اللبنانيين. البرنامج الذي يقوم على مبدأ التحدي بين فريقين، يتبادلان في ما بعد الزيارات إلى منطقة كل منهما، ترك بصمة جميلة في عالم التلفزيون. وساعد في ذلك نجاح كارلوس عازار في تأدية هذه المهمة حضوراً وإدارة للعبة داخل الأستديو. «كلنا للوطن» شكل مساحة مطلوبة، تجمع الترفيه بالمعلومة، وتكسر بعضاً من الأحكام المسبقة للبنانيين عن بعضهم البعض.

الشاشة مسكونة بالجنّ
كل اثنين 21:40 على lbci



رغم غياب غريمه «للنشر» الذي تشارك معه في السنوات الماضية حمى المنافسة ليلة الاثنين مع «تنازُع» حالات اجتماعية ومواضيع حدثية، بقي «هوا الحرية» (إخراج رواد ضوّ)، «صامداً» يوم الاثنين، ضمن رزمة «البرامج الاجتماعية». لم يتغير شيء في هوية وأهداف البرنامج، الذي افتتح قبل أسبوعين بقصة عائلة يسكن بيتها الجنّ، واستكملت المواضيع لتطال حالات اجتماعية صعبة، عمل البرنامج طيلة الفترة الماضية، على استجلابها الى الأستديو، واستغلالها على الهواء. الصيغة الفضائحية المغلّفة زوراً بأهداف إنسانية لمساعدة هذه الحالات، ما زالت مستمرة على الهواء رغم استنفاد دورها، وجهدها في استقطاب المشاهدة، وهي تنافس اليوم «طوني خليفة» في اليوم والتوقيت عينه.

القصة قصة إبهار
كل خميس 21:40 على mtv



بعد التحشيد والترويج غير المسبوق، أطل الأسبوع الماضي «صار الوقت» بصيغته النهائية. خرج مارسيل غانم على هواء mtv، بعدما عمل في lbci، لفترة قاربت ربع قرن. ضمن استديو ضخم بُني خصيصاً للبرنامج، وضمن مؤثرات بصرية عالية، دشنت الحلقة الأولى التي استضافت سعد الحريري. «صار الوقت» الذي اتسم بطابع غربي في الصورة وفي المضامين، لا سيما من خلال فتح مجال للشباب للتعبير عن آرائهم ضمن الحلقة، وخوض لعبة المواجهة في الحوار في نهاية الحلقة، حاول كسر نمط التوك شو السياسي، وسط منافسة غير متكافئة فرضتها lbci، من خلال نقل البرنامج الكوميدي «لهون وبس» إلى التوقيت عينه. في المحصلة، كانت لعبة إبهار وبصريات أكثر منها ملامسة لمشاكل الناس.

عصارة طوني خليفة
كل اثنين 21:30 على «الجديد»



بعد 25 عاماً من المسار المهني على الشاشة الصغيرة، خرج الإعلامي طوني خليفة على «الجديد» ليقدم خلاصة هذه السنوات. «طوني خليفة» البرنامج الذي ارتأى أن يسميه باسمه، لم يكن على قدر التوقعات. فكان خليطاً هجيناً من أنماط مختلفة من البرامج التي قدمها خليفة سابقاً، من برامج الألعاب إلى ما يسمى بالبرامج الاجتماعية («للنشر» نموذجاً)، إلى جانب المقابلات السياسية. الحلقة الأولى استطاعت اختصار المشهد، رغم تعمد القائمين على البرنامج إجراء بعض «الروتشات» في الشكل. لكنّ ذلك لم يُفِد المشاهد الذي ضاع في خضم هذه الخلطة التي تخللتها بالطبع لعبة الإثارة الجنسية، وملاحقة الكاميرا «لبائعي الهوى».