لم يعد هناك مجال للتشكيك في أنّ واقع المشاهدة اختلف جذرياً، وأنّ الوسائل التقليدية (أي التلفزيونات) لم تعد المستقطب الأوّل للجمهور، لا سيّما الشباب، في ظل انتشار منصّات المشاهدة عبر الإنترنت (كموقع يوتيوب مثلاً) أو منصّات الـ«ستريميغ» (البثّ عبر تقنية التدفّق الإلكتروني ــ على رأسها «نتفليكس» و«أمازون برايم فيديو»…).تجارب عربية عدّة لحقت بهذه الموجة، حتى إنّ بعضها لفت أنظار الشاشات الصغيرة بعد نجاح العرض الإلكتروني، من دون أن يكون هناك طبعاً ــ حتى الآن ــ مجال للمقارنة بين الإنتاجات العربية وتلك الأجنبية على صعيد الكمّ والنوع!
مشروع درامي إلكتروني جديد بعنوان «لايف» (سيناريو وحوار ازدشير جلال أحمد ــ إنتاج «كريتيفيا للإنتاج الإعلامي»)، أبصر النور الأسبوع الماضي عبر «يوتيوب». المسلسل مؤلّف من 16 حلقة، يعرض أيّام الخميس والجمعة والسبت عند الساعة السابعة مساءً على قناة klik اليوتيوبية.
في حديثه مع «الأخبار»، يشدّد المخرج عبّاس فضل الله على أنّ اللجوء إلى هذا الموقع الشهير المخصّص للفيديوات لم يكن بسبب عدم توافر إمكانية العرض على الشاشة الصغيرة، لكن «العالم بأكمله ذاهب صوب «يوتيوب»، والمشاهدة عبر الإنترنت، بما فيها المحطات التلفزيونية التي تحرص على تحميل برمجتها على مواقعها الإلكترونية… قلّة هم مَن لا يزالون يتسمّرون أمام الشاشات من أجل متابعة مسلسل أو برنامج ما»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ لا علاقة للكلفة بالأمر، إذ إنّ «الميزانية لا يُستهان بها».
يُخبرنا فضل الله أنّنا في صدد متابعة الجزء الأوّل من «لايف»، على أن تتبعه في وقت لاحق أربعة أجزاء إضافية، يتمحور كلّ منها حول موضوع معيّن. أمّا الفكرة الرئيسية التي يطرحها الجزء الأوّل وتتفرّع منها خطوط أخرى، فهي عمل الأطفال في بيع الممنوعات تحت غطاء التسوّل. هنا، يشير عبّاس إلى أنّه يمكن القول إنّ العمل لبناني ــ سوري مشترك، من بطولة بيار داغر وأسعد رشدان وسعد حمدان وعفيف شيّا وروزي الخولي وغيرهم من لبنان، بالإضافة إلى السوريين أحمد الأحمد ورواد قوّاص والطفل يائيل القاسم. هذا الأخير لفت الأنظار بصوته المميّز في الموسم الثاني من برنامج البحث عن المواهب «ذا فويس» (mbc)، كما أنّه تولّى تأدية شارة المسلسل، التي كتبها الشاعر اللبناني مهدي منصور ولحّنها أيمن قميحة.
تصوير الجزء الثاني سينطلق قريباً، بمشاركة أسماء لبنانية وسورية ومصرية، تأكّد منها حتى الآن السوريَّيْن ميلاد يوسف وندين تحسين بك واللبنانية لورا خبّاز. هنا، سنكون أمام مسلسل يغوص في ظاهرة خطيرة شغلت العالم في الأشهر الماضية، وهي ألعاب الفيديو التي تدفع المراهقين إلى الانتحار، على شاكلة «مريم» و«الحوت الأزرق».
وعمّا إذا كانت الأجزاء مرتبطة بطريقة ما، يؤكّد عبّاس فضل الله أنّها ليست كذلك، مع العلم بأنّه «قد نرى في ما بعد أموراً توضح لنا أحداثاً سابقة»، لافتاً في الوقت عينه إلى أنّ «الجزء الثالث سيدور حول الفساد، والرابع حول السجون، فيما تجري أحداث الجزء الخامس في مصحّة نفسية… علينا متابعتها جميعاً لفهم العمل كاملاً».
في سياق منفصل، يكشف فضل الله أنّ في جعبته و«كريتيفيا» مسلسلاً سورياً ــ لبنانياً يجري الإعداد له للحاق بالموسم الرمضاني المقبل: «المشروع كبير جداً وسيتوجّه إلى الإنترنت أيضاً، مع احتمال أن يحظى كذلك بفرصة عرض على التلفزيون خلال شهر الصوم».

* «لايف»: الخميس والجمعة والسبت ــ الساعة السابعة مساءً ــ على قناة klik على «يوتيوب»