كأنّها المرة الأولى التي يتمّ فيها انتخاب «ملكة جمال لبنان». هذه المقولة تنطبق عمّا يجري في كواليس قناة mtv التي تنظّم الحدث الجمالي للمرة الأولى (توقيع المخرج اللبناني باسم كريستو)، وتنقله غداً الأحد من الـ«فوروم دو بيروت» (الدورة) مباشرة على الهواء بعد نشرة أخبارها المسائية. ولتلك المناسبة، رصدت قناة المرّ ميزانية مقبولة لتبرهن على أنّها على مستوى التحدي الذي خاضته lbci على مدى 23 عاماً. إلا أنّ الملفت هذه السنة هو اختلاط الحابل بالنابل بسبب عدم تحديد الجهة المنظّمة للحفلة، فهل هي شاشة المرّ أم ريما فقيه «ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية» لعام 2010 وزوجها المنتج وسيم صليبي؟ فقد تعددت البيانات الإعلامية حول السهرة، وكانت تصل إلى الصحافيين رسائل بريدية من جهتين مختلفتين: الأولى من محطة mtv والثانية من فريق عمل فقيه.

مسابقة «ملكة جمال لبنان» التي انطلقت عام 1930 وحضرت بوتيرة متقطعة في السبعينيات والثمانينيات بسبب الحرب الأهلية، وقعت أخيراً في حضن mtv بعدما كانت «غريمتها» lbci تتولى المهمة لسنوات طوال. ارتبط اسم المحطة بالاحتفال الجمالي منذ عام 1995 حين توّجت دينا عازار ملكة على عرش الجمال اللبناني. بعدها كرّت سبحة السهرات التي تولّتها Lbci بالتعاون مع وزارة السياحة (تولت رولا سعد مديرة شركة «فانيلا برودكشن» التنظيم)، ليكون مسك ختامها العام الماضي بعدما ذهبت المسابقة إلى mtv. لكن كيف حصلت الأخيرة على حقوق تنظيم تلك الحفلة؟ كانت قناة المرّ تسعى باستمرار للحصول على المسابقة، لكن العقد الذي كان يوقّع بين lbci ووزارة السياحة لمدّة 5 سنوات قابلة للتجديد لتولّي تلك المهمة، كان يحول دون ذلك، وآخر سنة جدّد فيها العقد كانت 2013. لكن العام الماضي، قرّر وزير السياحة أواديس كيدانيان أن تذهب المسابقة لصالح mtv هذا العام، مع إمكانية عودتها في عام 2019 إلى lbci، بحيث تنظم المسابقة مداورة بين المحطتين. وهذا الأمر يزيد جرعة المنافسة. قرار الوزير جاء بعدما حصلت mtv على حق بثّ مسابقة Miss Universe​ («ملكة جمال الكون») وبالتالي كان على الملكة المشاركة في تلك المسابقة، بينما lbci حصلت على حقّ عرض Miss World (ملكة جمال العالم) وهنا وقعت الواقعة. فكيف لقناة mtv أن تمثّل لبنان بمسابقة Miss Universe​ وهي غير مشتركة في تنظيمها في بلدها؟ من هذا المنطلق، أحبّ الوزير أن يرضي الطرفين، فوزّع تنظيم الحدث الجمالي على الشاشتين بالتراضي. على الضفة نفسها، منذ إعلان mtv استحواذها على سهرة الملكة قبل عام تقريباً، كانت تعرض تقارير دورية في نشراتها الإخبارية لتعلن عن كل خطوة في رحلة التنظيم. لكن ريما فقيه دخلت على الخطّ من بداية الإعلان عن السهرة، لتظهر أخيراً في نشرة أخبار mtv وتعلن عن تنظيم الحفلة. هكذا، شعر المتابع بحيرة، فمن هو منظّم السهرة؟ مع العلم أن كل جهة تتحدّث أمام الإعلام كأنّها المنظّمة الحصرية. على أيّ حال، يمكن القول بأنّ السهرة ستكون أشبه بمهرجان من جميع النواحي، ستقدّمها أنابيلا هلال ومارسيل غانم، ويجلس في لجنة تحكيمها كل من: نانسي عجرم، ونادين نجيم، والمصمم نيكولا جبران والممثل عادل كرم وخبير التجميل بسام فتوح وغيرهم.
انتخاب الملكة سيتم بناء على القواعد المُعتمدة في الدول الأوروبية


في السنوات الماضية، بات واضحاً أن سهرة الملكات لم تعد تجذب المشاهد لوقوعها في فخ الروتين في التنظيم أو لناحية المتسابقات اللواتي لم يتمتعن بمواصفات جمالية لافتة، بخاصة أن الملكة تتعرّض مراراً للانتقادات بسبب غيابها عن الإعلام طوال فترة تتويجها، إضافة إلى عدم تحقيق غالبية الملكات اللبنانيات أيّ مراكز في المسابقات العالمية. كان الخوف دائماً أن تحوّل mtv هذا الحدث الجمالي إلى ما يشبه سهرة miss top model التي كانت تتولاها وتنتخب في ختامها صاحبة القوام الرشيق. أما بالنسبة إلى ملكة الجمال، فكانت الأمنية دوماً أن تتمتع الملكة بقدر جيد من الثقافة والذكاء، بعدما كانت سهرة الانتخاب تتحول إلى ما يشبه «حفلة ساخرة» من شدّة الأخطاء اللغوية التي كانت تتفوّه بها المتسابقات. فما الذي سنشاهده على mtv؟ في هذا السياق، تشرح كارلا عاد المنتجة المنفذة لـ«ملكة جمال لبنان» في اتصال مع «الأخبار»، أنّ «السهرة ستقام بشكل مختلف عن باقي السنوات، وسيتمّ انتخاب الملكة بناء على القواعد المعتمدة في الدول الأوروبية والعالمية. هذا العام كُشف عن وجوه المشتركات قبل أسابيع من السهرة، لتبدأ على مواقع التواصل الاجتماعي حملات لدعم كل مشتركة يرى المتابعون أنها تستحق اللقب. على أن تتولّى اللجنة اختيار الاسم الذي يستحق اللقب بناء على عدد من المواصفات. لقد خصّصنا حملة إعلانات كبيرة للمشتركات، في السابق كان يبلغ عدد المتسابقات 15. أما اليوم فهو 30 مشتركة من مختلف المناطق اللبنانية. السهرة ستكون مقسمة إلى أجزاء، ولكن مدّتها لن تتعدّى الساعتين أو الساعتين والنصف، وسنعلن عن طريقة انتخاب جديدة تواكب العصر». وتختتم كلامها بالقول: «سنحاول تقديم شيء مختلف في سهرة الانتخاب لتبقى في ذاكرة اللبنانيين لأنها حدث وطني يهم الجميع. هذا العام سيتمّ التركيز على نشاطات الملكة خلال فترة تتويجها ولن تغيب عن الأضواء كما كان يحصل سابقاً». فهل صحيح أن الجوائز التي ستحصل عليها الملكة هذا العام تفوق الـ 500 ألف دولار؟ تجيب عاد «ربما أعلى من ذلك، وتتوزّع الجوائز بين شقة ومجوهرات وثياب على مدار العام. كما أن للوصيفات هدايا أيضاً». لكن ما دور ريما فقيه في عملية الانتخاب؟ تجيب المنتجة «ريما هي «رئيسة منظّمة ملكة جمال لبنان»، وتتولى الاهتمام بالمشتركات وتحضيرهن للوقوف على المسرح. أما mtv فهي المنظّمة والمنتجة للحفلة. لقد وضعت الشاشة كل جهوزيتها التقنية والإعلامية لتلك الليلة. وبدأت بثّ تقارير وحملات إعلانية للمتسابقات صوّرت في أحد القصور المهجورة». فهل تحقّق شاشة المرّ ما عجزت عنه lbci، في انتخاب شابة تستحقّ اللقب وتجمع بين الشكل الخارجي والثقافة؟ أم تبثّ حفلة تقوم على عرض فساتين السهرة والمكياج فقط؟.