بعد أيّام من الأخذ والردّ بين حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان، والفنان اللبناني زياد سحّاب على خلفية مشاركة الأخير في حفلة لفرقة Out of Nations في برلين بمشاركة الروسي ــــ الإسرائيلي ألكسي كوتشيتكوف، أصدر سحّاب بياناً عبر فايسبوك تطرّق فيه إلى المعلومات التي أوردتها الحملة في بيانات متلاحقة حول «الماضي القذر» للفنان الأجنبي، موضحاً أنّه يرفض العزف معه مجدداً «حتّى بغضّ النظر عن حصوله أو عدم حصوله على الجنسيّة الإسرائيليّة». ورأى زياد أنّ الطريقة التي تعاملت بها الحملة مع المعلومات «من دون العودة إليّ لتنبيهي، أقل ما يقال فيها إنّها غريبة، وأدت إلى تشويه صورتي». وشدّد على أنّ المشهد كان لـ«يختلف تماماً لو أطلعتني على بحثها وخرجنا سوياً ببيان يدين «الخديعة» التي تعرّضتُ لها، وبحثنا جدياً عن سبل تجنّب تكرار ما قد يحدث مع غيري في المستقبل»، مؤكداً أنّ ما جرى «أضرّ بسمعة الحملة التي أتقاطع معها في العديد من الملفات أكثر مما أضر بي»، كما «أتاح لبعض المطبعين تمرير أفكار لا تشبهني».
وطالب زياد الحملة بالتحلّي بـ«الجرأة لتعترف بالخطأ الذي ارتكبته في حقي من خلال بيان مكتوب»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ «تواصلاً جرى مع الحملة في الأيام الأخيرة بغية الوصول إلى بيان يعيد إليّ اعتباري من دون التوصّل إلى صيغة ترضي الطرفين...».
لم يمض وقت طويل قبل أن تستجيب «حملة المقاطعة» لهذا الطلب بنشر بيان تؤكد فيه أملها بفتح «صفحة جديدة مع زياد سحّاب». أثنت الحملة على توصّل زياد إلى كثير من خُلاصاتها، و«لا سيّما بخصوص التاريخ الصهيوني والعسكري لكوتشيتكوف».
وفيما أكدت أنّ بيانها الأوّل «لم يكن ضد سحاب شخصياً، ولم يتّهمه بالتطبيع، وإنّما هدف إلى لفت انتباهه (...) إلى عدم التورّط مجدّداً مع هذا الفنّان»، قالت الحملة إنّها على اقتناع اليوم بأنّه كان الأوْلى بها أن تتّصل بسحّاب شخصيّاً لإطلاعه على معلوماتها، ولو بعد حصول الحفل. كما ترى أنّه كان الأوْلى بسحّاب ــــ وبكلّ فنّانٍ بشكلٍ عامّ ــــ التأكّد بنفسه من تاريخ أيّ فنّانٍ عالميّ، عبر الوسائل المتاحة (كالإنترنت)، قبل الموافقة على المشاركة في الحفل.


حملة المقاطعة تأمل أن يفتح هذا البيانُ صفحةً جديدةً بينها وبين سحّاب، من أجل مصلحة قضيّة تحرير كامل فلسطين والأراضي العربيّة المحتلّة الأخرى، ومصلحة مقاومة العدوّ الإسرائيليّ على كلّ الصعد، وخصوصاً على صعيد رفض التطبيع الفنّي والثقافي معه. كما تأمل أن تكون هذه التجربة فرصةً جديدةً أمامها من أجل تحسين أدائها وتطويره، ولا سيّما لجهة التواصل الشخصيّ مع الفنّانين اللبنانيين. وهي ترحّب بكلّ نقدٍ بنّاء، وتتعالى عن كلّ إسفافٍ طاولها أو طاول أعضاءَها.
وأخيراً، أعربت «حملةُ المقاطعة» عن أملها بأن يكون بيانها «فرصةً للتلاقي مع فنّاني لبنان كافّةً من أجل التعاون المثمر على نشر فكرة «مقاومة التطبيع»، ولحثّ فنّاني العالم على مقاطعة الكيان المجرم».