حتى «الوسيط» ذاهبة إلى الاقفال؟

  • 0
  • ض
  • ض
حتى «الوسيط» ذاهبة إلى الاقفال؟

كان الجميع يتوقع أن تكون نهاية جريدة «الوسيط» الإعلانية شبيهة بمصير صحيفة «البلد» التي أغلقت أبوابها قبل أيام قليلة لأسباب اقتصادية. فما يجمع الوسيلتين الإعلاميتين، أكثر ممّا يفرّقهما. الصحيفتان كانتا تنضويان تحت لواء مجموعة awe التي أسسها السوريان مجد سليمان وبشار كيوان، وكانت تضمّ سابقاً مجلة «ليالينا» (أقفلت مكتبها في بيروت) و«البلد» و«الوسيط» (إضافة إلى مجلات أخرى). لكن قبل نحو أربع سنوات، بدأت المشاكل تعترض طريق «الوسيط»، بسبب تراجع سوق الإعلانات في العالم العربي، بعدما تبدلت عملية الإعلانات من الورقي إلى منصّات مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية. أضف إلى ذلك الأزمات المادية التي عانتها awe. إلا أنه كان يحكى عن فصل «الوسيط» عن «البلد» و«ليالينا»، لأنها لا تزال تحصّل بعض المردود المالي بسبب الإعلانات، وبالتالي جاء هذا الفصل ليقيها خطر الإقفال. كذلك كان يتردّد في الأوساط الإعلامية أن الخلافات السياسية بين الشريكين بشار ومجد على خلفية الأزمة السورية، دفعت الثنائي إلى فضّ شراكتهما، وبالتالي كان مصير «الوسيط» مجهولاً، كما هي حال «البلد». كل هذه العوامل أدّت إلى دمار «الوسيط» لتلحق بباقي وسائل الإعلام التي كانت تضمّها awe. بعد مرور أقلّ من شهر على إغلاق «البلد» بسبب الأزمة الاقتصادية ودعم دفع المستحقات المالية للموظفين، تبلّغ موظفو «الوسيط» أمس بأنّ العدد الجديد من الجريدة الأسبوعية التي تصدر صباح كل اثنين، لن يطرح في الأسواق الأسبوع المقبل، من دون شرح الأسباب التي دفعتهم إلى اتخاذ هذه الخطوة.

العدد الجديد من الجريدة الأسبوعية لن يصدر الاثنين المقبل

هذا الأمر لم يكن مُفاجئاً بالنسبة إلى الموظفين الذين يعانون من العديد من المشاكل التقنية والمادية لإصدار العدد. في هذا الإطار، يصف مصدر من «الوسيط» لـ«الأخبار» خطوة عدم الصدور بعد غد، بأنها تسبق قرار الإغلاق التام المتوقّع قريباً. ويرى المصدر أن الصحيفة لن تعاود الصدور قريباً كما يُقال، لأن ««داتا» الإعلانات أُتلفت في أجهزة الحواسيب للموظفين، بسبب المشاكل التقنية (الأجهزة والكهرباء والهواتف) التي تعانيها الصحيفة بسبب إهمال القائمين عليها». ويكشف أن موظّفي «الوسيط» سيتقدّمون بدعاوى قضائية لمتابعة ملفّهم وتحصيل حقوقهم. كذلك يمكن ضمّ القضية إلى ملفّ موظفي «البلد» الذين لم يتقاضوا بعد تعويضات ومستحقاتهم منذ أكثر من عامين، ولا تزال قضيتهم قابعة في المحاكم لغاية اليوم. يُذكر أن «الوسيط» انطلقت في التسعينيات من القرن الماضي، وكانت تُعَدّ من أوائل الصحف الإعلانية في العالم العربي، وتملك إصدارات عدة في الإمارات العربية المتحدة، وقطر، والبحرين، وعُمان، ومصر، والأردن، وسوريا. لكن في السنوات الأخيرة، بدأت تلك الفروع تقفل واحدة تلو الأخرى، ما أدّى إلى تدهور الشركة كليّاً.

0 تعليق

التعليقات