قبل 16 عاماً، وفي مثل هذه الأيام، انطلقت الإشارة الأولى لإذاعة «صوت الشباب» في دمشق، معلنة بداية مرحلة جديدة للراديو في سوريا. كسرت الإذاعة الجديدة من نمطية الإعلام الرسمي، رغم أنّها تبث من داخل «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون»، وكانت بمثابة مولود جديد لإذاعة دمشق.فريق الإذاعة الشاب القادم من الإذاعة السورية، صنع آنذاك ما يشبه «الثورة الإعلامية»، ورفع خطاباً جديداً مزج بين الإعلام الخاص التجاري، والرسمي الجاد، وقدّم الموسيقى الجديدة، وتشكيلة من البرامج الشبابية التي أصبحت حديث الشارع السوري في مرحلة ما.
رفعت الإذاعة الجديدة شعار «متلك ما حدا»، مستقطبة جمهور الشباب، وسدّت الفراغ الذي تركه غياب الإذاعات السورية الخاصة عبر موجات الـ FM «حتى العام 2005»، كما نافست الإذاعات اللبنانية التجارية التي كانت رائجة حينها داخل الأراضي السورية.
وبطبيعة الحال، توالى على إدارة «صوت الشباب» مجموعة من المذيعين والمذيعات الشباب، حاملين معهم تجربة الإذاعة السورية، وترك كل منهم بصمته الخاصة عبر الأثير.
وتزامناً مع إطفاء «صوت الشباب» شمعتها السادسة عشرة بالأمس، عينت الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون التابعة لوزارة الإعلام، المذيعة الشابة بيلسان أحمد، مديرة للمؤسسة، لتكون بذلك أصغر مديرة لمنصة إعلامية حكومية في تاريخ سوريا، بعمر 26 عاماً. هي ابنة الشاعر والإعلامي توفيق أحمد الذي تولّى مناصب قيادية عدّة في الإذاعة والتلفزيون، وتقول إنّ اختيارها لهذا المنصب هو أمل جديد للشباب بأنّ لهم حصة كبيرة للتغيير «من دون واسطة»، وليس بالضرورة أن «ننتظر لعمر الأربعين لنحظى على فرصة للإدارة، ونكون فاعلين»، حسب وصفها.
تولّت أحمد إدارة الإذاعة بعد الإعلامية السورية عائشة الخراط، التي تقدّمت بطلب رسمي لإعفائها من مهامها بعد 6 أشهر فقط من توليها المنصب، من دون إيضاح الأسباب. تعتبر الخراط، المسؤولة الإعلامية الثانية التي تتقدم بطلب استقالة، بعد المدير السابق لإذاعة «سوريانا» وضاح الخاطر، الذي طالب بإعفائه من منصبه في العام الماضي.
وكونها نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، تلقت بيلسان أحمد، الكثير من التهاني، وخصوصاً من أصدقائها الذين عبروا عن سعادتهم بالحدث، فيما اعتبر بعض روّاد السوشال ميديا في سوريا أنّ ما حصل «سابقة في تاريخ الإعلام الرسمي السوري»، ورأى فيه آخرون «فرصة للتغيير، وبارقة أمل بأن الحكومة السورية بدأت تعطي الفرصة للشباب».
يذكر أنّ أحمد تحمل إجازة في الأدب الإنكليزي، ولا تزال طالبة ماجستير في قسم الترجمة الفورية، كما عملت سابقاً مذيعة في قناتي «سوريا دراما» و«سما»، وقناة «تلاقي» قبل إقفالها.