في آذار (مارس) الماضي، أسدل الستار على برنامج المواعدة التلفزيوني «Take Me Out نقشت». انتهى الموسم الثاني على lbci، ببحر من الأخطاء وتقديم نموذج أسوأ من الموسم الأول الذي اتكأ بشكل أساسي على عامل الجنس والإثارة. صحيح أنّ الموسم الماضي طُعّم بفئات عمرية وطبقات اجتماعية مختلفة بين المشتركات (عددهن يصل الى 30 امرأة)، لكن الاتجاه ذهب نحو التنميط المناطقي والتسييس، لدى المشتركين الرجال، الذين تعاقبوا من مناطق مختلفة كالشمال والبقاع والجنوب. وقد استُغلّ هؤلاء في البرنامج، أو كان ربما اتفاق مسبق بينهم وبين إدارته، وكنا أمام مشهدية امتزجت فيها العنصرية مع الابتذال... خلطة قصدها المعنيون للتسويق للبرنامج الأسبوعي.
نوال حدشيتي

ومع انتهاء الموسم الثاني، والتحضير للدخول في الثالث، لم تشأ «المؤسسة اللبنانية للإرسال» أخذ استراحة بين الموسمين. بعد عرض أبرز لقطات الموسم الماضي (Best off) لأسبوعين متتاليين بعد انتهاء الحلقة الأخيرة، أصرّت المحطة على التعاطي مع المشتركات كأنهنّ نجمات أو ينتمين الى عالم المشاهير. منذ شهر آذار (مارس) الماضي حتى اليوم، تمطرنا القناة على موقعها الإلكتروني، بمجموعة أخبار، عن بعض منهنّ. إلى جانب المضمون الرديء للأخبار، لا بد من أن يسأل المتابع/ة: من هؤلاء كي تنقل أخبارهن وتفاصيل تحركاتهنّ من عالم المنصات الاجتماعية الخاصة بهنّ، الى موقع محطة ذات جمهور أوسع؟ وما السرّ في التعاطي معهن كأنهن نجمات، تلاحقهنّ الأضواء، وعدسات «الباباراتزي»؟.
في خبر نشرته المحطة، أمس، تحت عنوان «نجمة «نقشت»، باتريسيا مشنتف تُبكي الجمهور بفيديو غير مُتوقّع»، ظهرت مشنتف تغني «كده يا قلبي» للفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، ونشرت على طريقة الفيديو كليب هذه المشاركة على موقع فايسبوك. كيف أبكت الجمهور؟ ومن قوّم أنها فعلاً تحتاج الى هذا الحيّز لنشر أخبارها؟ والسؤال الأهم: من يهتم فعلاً بأخبارها؟ «نجمة» أخرى لـ«نقشت»، نوال حدشيتي، كانت لها أيضاً حصة في أخبار lbci، إذ أخذت «تستعرض رشاقتها بلباس السباحة»، بحسب الخبر! وأضافت المحطة أيضاً أن نوال فقدت جزءاً من وزنها، وأنها نشرت صورة تجمعها في بركة السباحة مع مجموعة من أصدقائها «مفتولي العضلات». وقبل المايوهات والعضلات، «طمأن» الموقع إلى أن المشتركة كريستال الحاج، لم يشوّه وجهها، كما تشي الصورة التي نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بل كان «ماكياجاً» استخدم لتصوير فيلم قصير من بطولتها!
تتبع أخبار المشتركات وتحرّكاتهنّ ونشرها


منذ خمسة أشهر، ونحن أسبوعياً على الأقل على موعد مع أخبار على هذه الشاكلة، تنفخ في أناس عاديين ارتضوا أن يكونوا جزءاً من لعبة برنامج، ويطبقوا قواعده بحذافيرها في مقابل صناعة لشهرة مصطنعة، استكملت فصولها في الأشهر الماضية، ونُقلت من الحيّز الخاص، وحتى الحميمي منه، الى العام. بدا التعاطي معه كأنه جزء من لعبة المواقع الإلكترونية، بتصيّد أخبار النجوم (بالطبع قد تهمّ الكثير من القراء)، ونشرها الى العامة، مع محاولة الإيحاء للجمهور بأن مشتركات «نقشت»، هنّ بالفعل «نجمات»، وجب تعقب تحركاتهنّ، ونقلها إليه، ومتابعة آخر أخبارهنّ، الى حين بدء الموسم الثالث. وبهذا، ينتهي مفعول «حقنة» هذه الأخبار، لندخل في زواريب أخرى، لزوم عدّة الترويج للموسم المقبل لتسويقه بشكل أكبر.