في العقود الأخيرة، انتشر الحديث عن أهمية إبراز التنوّع العرقي في مختلف الإصدارات السينمائية والتلفزيونية الأميركية، في محاولة لتلميع ماضي الدولة الكبرى وإحاطتها بهالة «الانفتاح والتقبل». إلا أن ما حملته نتائج الدراسة السنوية الأخيرة التي أجرتها «نقابة المخرجين الأميركيين» (Directors Guild of America)، لم يوحِ بحصول أي تغيير فعلي في التركيبة الثقافية الأميركية. إذ تبين أن ما عرضته صالات العرض السينمائي في أميركا العام الماضي، بما فيها الأفلام التي حازت أرباحاً تقل عن 250 ألف دولار، لم تحمل توقيع سوى 16% من المخرجات النساء، و10% من المخرجين المنتمين إلى أعراق مغايرة، على الرغم من التفوق الواضح الذي أحرزه مخرجون من الأقليات في هذا العام بالتحديد، من بينهم جوردان بيل وغريتا جيروج.واستهجن رئيس النقابة توماس سكلام التمييز الهائل الذي تعبّر عنه النسب المحصودة، معتبراً أنه «من الغريب أننا لا نزال نشهد تمييزاً بين فرص المخرجات النساء والمخرجين من الأقليات العرقية، وفرص المخرجين الآخرين»، ليردف لاحقاً: «لقد أظهرت دراستنا أن الأفعال العنصرية لا تزال تجتاح مجمل مهنة صناعة الأفلام، في دلالة واضحة على التفرقة التي تكابدها هاتان الفئتان». وتستكمل النقابة مساعيها لتكريس «قاعدة روني»، العائدة بتسميتها إلى رئيس مجلس إدارة فريق «بيتسبورغ ستيلرز» لكرة القدم الأميركية دان روني، والتي تقوم على منح الفرص لكافة المرشحين من الأقليات من دون أي كوتا قد تحد من عددهم.
في المقابل، يزعم كثيرون أنّ تحولاً لافتاً لا تزال تشهده المهنة اليوم، في إشارة إلى جائزة «أفضل مخرجة» التي حصدتها الآسيوية كاثي يان في نيسان (أبريل) الماضي، بالإضافة إلى تسلم الأميركية ذات الأصول الأفريقية آفا دوفيرناي لفرصة إخراج فيلم فكاهي قيد التحضير.