لا يمكن تفسير ما يحصل في قناة mbc خلال الأشهر القليلة الماضية أو تحليله بطريقة عقلانية، إذ ينام العاملون في الشبكة السعودية على خبر ليصحوا على آخر نقيض للأوّل. في كل مرة، تشهد المحطة تغييرات يعتقد العاملون أنها ستكون الأخيرة، لكنهم يفاجأون بأنّ سبحة التغييرات لا تنتهي، آخرها تمثل أوّل من أمس في انتقال عمرو أديب إلى قناة mbc pro sport. والأخيرة محطة رياضية تابعة للشبكة السعودية، تأسّست عام 2014 وكانت تستقطب المشاهد السعودي بسبب نقلها حصرياً الأنشطة الرياضية، أبرزها الدوري السعودي لكرة القدم. لكن في الشتاء الماضي، قرّر السعودي تركي آل الشيخ، مستشار الديوان المعروف بولعه بالشعر والرياضة، كفّ أيدي المموّلين عن الشاشة الرياضية وسحب عرض الدوري السعودي منها، فوصلت الشاشة إلى شفير الإقفال. لذا، فخبر انتقال عمرو أديب إلى الشاشة الرياضية، لتقديم برنامج عليها، فاجأ الجميع، وخاصة أن طريقة الاعلان عنه جاءت بسريّة تامة من قبل الطرفين. وكان الإعلامي المصري قد أعلن أخيراً تركه قناة On E المصرية التي انضم إليها قبل عامين تقريباً، مضيفاً أنه سيكون في فترة استراحة للخريف، ثم عاد وظهر مرة أخرى على شاشتها، ليكون انتقاله إلى أحضان الاعلام السعودي بمثابة الوداع الأخير. حتى إن جميع العاملين في mbc لم يكونوا على علم بالخطوة التي انحصرت بعلم تركي آل الشيخ وبعض المقرّبين منه. أتت هذه الخطوة في ظلّ استعداد الشيخ لإطلاق قناة «مود» المتوقعة في شهر آب (أغسطس) المقبل (الأخبار 28/5/2018)، لكنّ مصدراً يشير لـ«الأخبار» إلى أن «مود» جمّدت حالياً، بعدما قرر آل الشيخ إعادة تفعيل mbc pro. في هذا الإطار، انتشر فيديو تسجيلي يجمع أديب وآل الشيخ وإلى جانبهما الاعلامي السعودي بتال القوس.

وُقِّع العقد في ظلّ غياب مسؤولين من قبل mbc

والأخير هو مقدّم في قناة «العربية»، يُحكى أنه دخل على خطّ القرارات المصيرية في mbc. كذلك برز اسمه عندما أعلن الاعلامي السعودي وليد الفراج، قبل أيام، تركه قناة mbc Action بعدما عمل فيها سبع سنوات وقدّم برنامج «أكشن يا دوري»، وانتقاله إلى قناة ksa sports التي يديرها الإعلامي السعودي تركي العجمة. إثر توقيع الفرّاج عقده الجديد، كان القوس حاضراً معه إلى جانب العجمة، وبالتالي يكون شاهداً على انتقال الإعلاميين بتال القوس وعمرو أديب إلى موقعهما الجديد. أما في الفيديو الذي يعود للمقدّم المصري، وقد تمّ تداوله على نطاق واسع، فيظهر توقيع أديب عقداً مع الشاشة السعودية (مدته سنتان)، فيتدخل آل الشيخ ويهنّئ أديب بأنه أصبح «أعلى مذيع في الشرق الأوسط. ويلكام لاري كينغ العرب إلى السعودية»! العقد تمّ توقيعه في ظلّ غياب أيّ مسؤولين من قبل mbc، وهذا الأمر لم يكن يحصل سابقاً، خاصة أن عملية الانتقال جاءت بعد أيام قليلة من الزيارة الأولى لوليد آل ابراهيم، رئيس مجلس إدارة mbc، إلى مكاتب المحطة في دبي (الأخبار 29/5/2018)، وقيل إن الأمور ستُفرج قريباً وتعود القناة إلى سابق عهدها بالنشاطات الاعلامية. وكان آل ابراهيم قد اعتُقل مع باقي الأمراء في «ريتز كارلتون» في الرياض نهاية العام الماضي. وفور خروجه إلى الحرية، أعلن أن الديوان الملكي استحوذ على 60 في المئة من أسهم mbc، واحتفظ هو بالنسبة المتبقية. هذا الأمر فسّره بعضهم بأنه كان ثمناً لحرية وليد آل ابراهيم. يُذكر أن المواقع الاخبارية المصرية تشير إلى أن المزيد من الاعلاميين المصريين سينضمّون إلى mbc pro، فمن سيكون التالي؟