قبيل أسبوعين من بدء سريان قانون السماح للمرأة السعودية القيادة المزمع تطبيقه في 24 حزيران (يونيو)، بدأت «الإدارة العامة للمرور» في المملكة أول من أمس تسليم أول مجموعة من النساء لرخص القيادة، واستبدال تلك الدولية بأخرى سعودية. رُفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة الذي أعلن في أيلول (سبتمبر) الماضي، ضمن الخطة «الإصلاحية» لولي العهد محمد بن سلمان (رؤية 2030). لكن لغاية اليوم، بلغ إجمالي عدد المحتجزين /ات إلى 17 وفق ما ما أدلت به «النيابة السعودية» يوم الأحد الماضي، أطلق منهم ثمانية «بشكل موقت» حسب بيانها. هؤلاء يشكلون مجموعة نشطاء تتهمهم السلطات السعودية بأنهم «خونة»، و«يعملون مع قوى أجنبية». بقي هذا المشهد مطموساً في المملكة، ومعه عشرات المناضلات اللواتي تحدّين قانون الحظر قبلاً، وخاطرن بحياتهن، قبل خطة الأمير السعودي بينهن لجين الهذلول التي اعتقلت عام 2014، لمحاولتها عبور الحدود السعودية - الإماراتية بالسيارة وقضت وقتها 73 يوماً في الاعتقال. ويعتقد اليوم أنها ما زالت تقبع هناك، ومن المناضلات أيضاً إيمان آل النفجان، وعزيزة اليوسف، وغيرهن. طمس نضالهنّ لصالح التمجيد والتلميع للقرار الملكي، مما لاقى استهجاناً عالياً على المنصات الافتراضية، سيّما مع صدور غلاف مجلة «فوغ» (النسخة العربية - شهر يونيو)، تتصدره إبنه الملك الراحل عبد الله، هيفاء، وهي تجلس خلف مقود سيارة، احتفاء من المجلة الأميركية بالخطوة السعودية. وقد وصفت «فوغ» إطلالة الأميرة السعودية على غلافها بـ«السبق العالمي». هكذا، من خلال جهود حثيثة خاصة تبذلها الجهات الحكومية السعودية وأدواتها الإعلامية على مواقع التواصل، تصوّر المملكة على أنها رائدة في حقوق المرأة، رأينا فيديوات تظهر أفراداً من الشرطة يقمن بتسليم إحدى السيدات رخصة القيادة، تحت كمّ هائل من عدسات الكاميرات. كذلك، حُكي عن «جهوزية القطاعات الأمنية» لقرار السماح للنساء بالقيادة، وسط تبارٍ واضح من قبل النساء السعوديات، لنشر صور رخص القيادة، والتباهي بها على المنصات الافتراضية، ووصف هذا الأمر بأنه «حلم يتحقق».
غلاف «فوغ»