مكانة خاصة في الذاكرة العربية يحتلها الشهيد فادي أبو صلاح (29 عاماً) الذي فقد ساقيه عام 2008 في العدوان على غزة، ثم قاوم من على كرسيه المتحرك، في ذكرى النكبة الأسبوع الماضي. الرجل الذي سرعان ما تحوّل الى أيقونة فلسطينية، بعد استشهاده، وجهاده ضد الاحتلال الإسرائيلي، بلحمه الحيّ ومقلاعه الحجري المتواضع، ارتأى الفنان التشيكيلي هشام الشديفات تجسيد مقاومته، عبر مجسم مصنوع من مواد معدنية ونحاسية. عمد الفنان الأردني، الذي يستقي مواد أعماله من الأجهزة الكهربائية المعطلة، إلى أن يكون عمله الفني، مستوحى من اللقطة الفوتوغرافية التي اشتهر بها الشهيد أبو صلاح، وهو على كرسيه المتنقل، مبتور القدمين، يوجه مقلاعه تجاه الصهاينة. هكذا، شبك الشديفات أسلاكه، ولفّها بطريقة فنية محترفة، ليخلدّ ذكرى الشهيد الفلسطيني الذي ارتقى في المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، في غزة يوم 14 أيار (مايو) الماضي، في حصيلة فاقت الستين شهيداً في يوم واحد. العمل الفني الجميل، سرعان ما لاقى رواجاً على المنصات الاجتماعية، وقام العديد من الناشطين/ ات بإعادة نشر صورته والتذكير بالشهيد/ الأيقونة، مع الإشادة بالتحية التي خصصها الفنان الأردني له. ولعلّ من أبرز التعليقات على هذا العمل، ما دوّنه أحدهم: «من قال إنَّ «وقفةَ العزَّة» تحتاج إلى قدمين..!؟».