لن يكون عامه العشرون في مشواره المهني بعد تخرّجه في «المعهد العالي للفنون المسرحية» كبقية سنوات عطائه. النجم السوري فادي صبيح (1974) يقدّم هذا الموسم دوراً بمثابة نقطة مضيئة في سجلّه الفني عبر مسلسل «فوضى» (تأليف حسن سامي يوسف ونجيب نصير، إخراج سمير حسين، وبطولة سلّوم حداد، وفادي صبيح، وعبد المنعم عمايري، وديمة قندلفت ــ «الجديد»، و«سما»،وART، و«سورية دراما»). يعرف نجم الكوميديا كيف يجذب الأنظار إليه في غالبية الأدوار التي يؤديها، من خلال أداء متنوع يطعّمه بمفردات خاصة يستقيها من محيطه والنماذج الواقعية التي يعايشها في مجتمعه. تتحوّل تلك المفردات إلى لازمة يردّدها الشارع السوري على وجه الخصوص. حصل ذلك عندما كان يردد «أبو مقداد» الشخصية التي أداها في مسلسل «الولادة من الخاصرة» (لسامر رضوان ورشا شربتجي وسيف الدين السبيعي) جملة «لا تخش شيئاً»، فردّدها وراءه الجمهور. هذه المرّة، سيرسم بدور «أبو الخيل» في مسلسل «فوضى»، سويّة أدائية لشخصية مركّبة، فهم جيّداً بنيتها وتعمّق في عوالمها، قبل أن يختار لها شكلاً برانياً ملائماً. ثم أضاف إليها بهارات لفظية بلازمة «عمّنا» التي تردّدها الشخصية طوال الوقت. يبرع صبيح في البناء الدرامي والهدم المتلاحق لإعادة الصياغة من جديد في فن الكوميديا. يعرف كيف يهندس الشخصية التراجيدية التي تعكس مرارة الحياة وفق بناء متصاعد ومتماسك وواقعي، يطوّع فيه خبرته في الكوميديا ليمنح الكاركتير مسحة كوميديا سوداء إن كان يحتمل ذلك. هذا بالضبط ما يفعله في شخصية هذا العام التي ربما تنقل صاحبها خطوة كبيرة إلى الأمام!