القدس المحتلة | قاسياً كان ختام 2013 في فلسطين بعدما غلبَ المرض روضة بشارة عطا الله (1953 ـ 2013، الصورة) قبل يومين من نهاية العام. شيّع الآلاف جثمان روضة لترقد في قرية إقرث المُهجَّرة في قضاء عكا. عائلة كبيرة من الكتّاب والفنانين والشباب سيفتقدون الشخصية القيادية التي رعت جيلاً كاملاً من الشباب من خلال تأسيس «جمعية الثقافة العربية» ونشاطها السياسي في «التجمع الوطني الديموقراطي». المرض لم يؤثر في عطائها الذي استمر حتى أيامها الأخيرة، بعدما انخرطت على مدى أكثر من عقدين في مشاريع ثقافية ووطنية تصبّ في الحفاظ على الهوية الفلسطينيّة والعربيّة في فلسطين المحتلة عام 1948.

عملت على إعداد جيل يهتم بالثقافة واللغة العربيتين في مواجهة سياسات الأسرلة التي تتبعها المؤسسة الإسرائيلية في الداخل الفلسطيني، وامتد نشاطها إلى حيفا والناصرة وغيرها من البلدات المُحتلة عام 1948 لتؤكد من خلال عمل ثقافي مجتمعي ميداني على دور الثقافة في تغيير الوعي بالنضال اليومي.
من خلال المشاريع المختلفة التي بادرت إليها في «جمعية الثقافة العربية»، كشفت عن حجم التشويه اللغوي والمضاميني في مناهج التدريس، وتابعت قضايا تدريس اللغة العربية واستخدامها لدى الإعلاميين، لتعقد دورات تدريبية للطلاب والمُعلمين، وتلحقها بمشروع المِنح الدراسية الذي قدّم مئات المنح والمساعدات للطلاب الجامعيين منذ إطلاقه عام 2007، إضافة إلى أنشطة التثقيف والهوية الوطنيّة المستمرة وغيرها من المشاريع والفعاليات في مختلف المجالات الفنيّة التي تعكس مفهوماً حداثياً شاملاً يعبّر عن الموروث الثقافي المادي والروحي والمعرفي للفلسطيني والعربي.
عشرات الهيئات والمؤسسات الثقافية نعت الراحلة التي هي أيضاً زوجة عالم اللغة الفلسطيني إلياس عطا الله والشقيقة الكبرى للمفكر عزمي بشارة. «احتفالية فلسطين للأدب» قالت في بيانها «بحزن شديد، تلقّينا نبأ رحيل المناضلة روضة بشارة عطا الله، زميلتنا الكبيرة في فلسطين، والوجه الفلسطيني المشرق الذي استقبلنا في الناصرة وحيفا. لا يمكن أن نصف خسارتنا بالدكتورة روضة، الإنسانة والمناضلة والمثقفة التي أثّرت في كلّ من عرفها (...) ولن ننسى أبداً فضلها علينا في إيصال «احتفالية فلسطين للأدب» إلى أهلنا في فلسطين المحتلة عام 1948». أما «مسرح الرواة» المقدسي فأورد عبر الفايسبوك: «حين ترحل مناضلة ومجاهدة مثل روضة بشارة، فإن فلسطين تنقص، وعزاؤنا أن فلسطين أيضاً تزداد بعودة روضة بشارة إلى ثراها».