لم يفارق الداء جسد ريم بنّا (1996 ــ 2018/ الصورة) حتى آخر أيامها إلا في مراحل متقطعة، لكن مقاومة الفنانة الفلسطينية له ما انكفأت يوماً، تماماً كما مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي. هكذا عرف الجمهور ابنة الناصرة، وهكذا دُمغ صمودها في ذاكرته. السرطان الذي سلب بنّا قدرتها الغنائية بعد قهره لأحبالها الصوتية، بدا عاجزاً أمام شغفها الفني. قبيل رحيلها، قرّرت ريم استكمال مشروعها الأخير بمساعدة المنتج النرويجي إريك هيليستاد وشركة KKV للتسجيلات الصوتية والمجموعة الموسيقية الإلكترونية Checkpoint 303، فكان «صوت المقاومة». إنّه الألبوم الذي سُجّل بين «معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى» في رام الله وأوسلو، ويتضمّن 15 أغنية تستند إلى نصوص كتبت بنّا غالبيتها، باستثناء عمل واحد وقّعه الشاعر اللبناني زاهي وهبي، والذي أبصر النور الشهر الماضي على الإنترنت والمنصات الرقمية.في هذه الباقة التي أرادتها بنّا «مميزة وجريئة، لا حزينةً وسوداوية»، بيانات من ملفاتها الطبية التي حوّلتها التكنولوجيا إلى عناصر صوتية مسموعة، مُزجت مع مقطوعات نثرية وشعرية بصوتها، مترافقة مع موسيقى الجاز التي ارتجلها البيانيست بوغي ويسيلتوفت.
بعد القدس وعمّان، تبسط بيروت غداً الجمعة رحاها لإطلاق «صوت المقاومة»، في أمسية ينظمها «نادي لكل الناس» في «مترو المدينة» (الحمرا ــ بيروت)، بالتزامن مع أخرى تستضيفها «قاعة مراكش» في «المعهد الوطني للموسيقى» في رام الله. يسبق الاحتفال اللبناني عرض لآخر مقابلة سجّلتها بنا فور انتهائها من إنجاز الألبوم الذي سيصبح متوافراً في الأسواق المحلية بدءاً من 8 أيّار (مايو) الحالي.

* غداً الجمعة ــ الساعة السادسة مساءً ــ «مترو المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 76/309363