تُوقع فرنسا والسعودية، يوم غد (الثلاثاء)، اتفاقاً ينص على تطوير سياحي وثقافي لمنطقة العلا الغنية بالآثار، الواقعة على بعد نحو 1100 كيلومتر عن العاصمة الرياض، يشمل إنشاء متحف ومركز للأبحاث التاريخية والأثرية، وفق ما أعلن البلدان.لن يكون هذا الاتفاق الوحيد؛ إذ من المقرّر توقيع نحو 18 بروتوكول اتفاق في مجالات السياحة والطاقة والنقل، خلال زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى فرنسا والتي تأتي في سياق حملة ديبلوماسية يقوم بها بهدف التقرّب من الغرب.
ووفق ما أشار مصدر قريب من الوفد السعودي المرافق، تناول بن سلمان العشاء مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في متحف اللوفر مساء أمس، وذلك بعد وصوله إلى فرنسا وسط تكتّم تام، في زيارة تستمر ثلاثة أيام لعرض إصلاحاته وتعزيز العلاقات مع باريس بعد توتر مرتبط بالأزمات الإقليمية.
بالعودة إلى تفاصيل «اتفاق العلا» الذي تبلغ مدته عشر سنوات، يقضي البروتوكول بإنشاء وكالة مثل هيئة «متاحف فرنسا» التي رعت إقامة متحف «اللوفر أبو ظبي»، الذي دُشن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وفق تصريحات رئيس مجلس إدارة مجموعة «أنجي» للطاقة وموفد الرئيس الفرنسي لمنطقة العلا، جيرار ميستراليه.
وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان مستقبلاً بن سلمان في مطار لو بورجيه (أ ف ب )

الأخير أشار، كذلك، إلى أن الاتفاق «غير مسبوق»، خصوصاً في المجالات التي يشملها من الآثار إلى الثقافة والفنون والبنى التحتية والطاقة والنقل والتأهيل و«كل ما يمكن لفرنسا أن تقدمه في مجال إبراز قيمة التراث».
من جهة أخرى، قال المدير العام للهيئة الملكية للعلا، عمرو المدني، إن «المنطقة المعنية بهذا الاتفاق تمتد على مساحة 22 ألف كيلومتر مربع»، وتضم «مواقع استثنائية» مثل مدينة الحجر (مدائن صالح) ودادان (الخريبة). وفيما أكد أن استقبال أوائل السياح في المنطقة سيكون ممكناً «خلال ثلاث إلى خمس سنوات»، لفت المدني إلى أن المنطقة التي تضم مطاراً حالياً، ستستقبل بعد تجهيزها بين 1,5 و2,5 مليون زائر سنوياً، مع احترام معايير البيئة والتنمية المستدامة.
يذكر أن الوكالة التي رُشح ميستراليه لرئاستها، سيتم تمويلها بأموال سعودية لم يُكشف عن قيمتها، في حين أن المسؤولَين لم يكشفا أيضاً عن قيمة الصندوق الذي ستموله الرياض لحماية التراث الفرنسي.

أهمية العلا
تشتهر منطقة العلا، التي تتبع إدارياً لمنطقة المدينة المنورة وتعادل مساحة بلجيكا، بمواقعها الأثرية مثل مدائن صالح. وهي مدينة يبلغ عمرها ألفي سنة وتعود إلى عهد الأنباط. المنطقة المشيّدة في صخور صحراء شمال المملكة، والتي قام علماء آثار فرنسيون بالتنقيب عنها أكثر من 15 عاماً، تضم معسكرات رومانية ونقوشاً صخرية ومواقع تراث إسلامي وبقايا خط الحجاز للسكك الحديدية، الذي يعود للعهد العثماني.