في عيدهن، أهدى وزير الخارجية جبران باسيل، الأمّهات مشروعاً لتعديل القانون الصادر عام 1925، يسمح للمرأة بمنح جنسيتها لأولادها. اختار باسيل استغلال هذه المناسبة ليبشّر اللبنانيات المتزوجات من أجنبي بهذا الإقتراح، مع استثناء «لدول الجوار» بغية «منع التوطين» كما قال. مضمون كلام الوزير الذي أطلقه عبر تويتر ليس بجديد، فقد سبق له أن أعلن في أيلول/ سبتمبر الماضي الموافقة على قانون منح المرأة جنسيّتها لأولادها لكن مع استثناء «السوريين والفلسطينيين حفاظاً على أرضنا لأنّ دستورنا وتركيبتنا لا يسمحان بمنح الجنسية لـ 400 فلسطيني». كلام بالتأكيد أثار موجة سخط جديدة على المنصات الاجتماعية، كونه يكرّس تمييزاً فاضحاً يضاف إلى سجّل رئيس التيّار الوطني الحرّ، لجهة التفريق بين الجنسيّات العربية والأجنبية، سيّما الفلسطينية والسورية، ويحرم بالتالي آلاف الأمهات من منح جنسيتهنّ لأولادهن.


عشرات التغريدات على تويتر، صبّت غضبها على باسيل، واعتبرته مهيناً للبنانيات المتزوّجات من سوريين وفلسطينيين، فيما الباقيات سيّما المقترنات بأشخاص من جنسيات غربية لا يحتجن بالتأكيد للجنسية اللبنانية، نظراً لتفاوت طرق التعاطي الحقوقي الاجتماعي والثقافي هناك، مقارنة مع الدول العربية، على حد تعبير هؤلاء. وبين طيّات السخط الافتراضي، برزت بعض المواقف الساخرة، من ضمنها تعليق لصفحة «موتورة» التي فضّلت التهكمّ على كلام باسيل على طريقتها، بوضع مواصفات الزوج الذي ينبغي لأي لبنانية اختياره: «شعر أشقر ولون عيون أزرق أو أخضر».