قبل ثلاث سنوات، حطّ آخر برنامج ثقافي على قناة «المنار» بعنوان «موزاييك». واليوم، تضرب قناة «المقاومة» موعداً مع برنامج ثقافي جديد منوَّع ينطلق عرضه يوم الاثنين المقبل. كما يشي بذلك اسمه، سيحمل برنامج «المجلة» (إعداد وتقديم حياة الرهاوي - إخراج علاء علاء الدين) روحية الماغازين، ويفلش المواضيع الثقافية الجدلية، التي يهتم بها الجمهور ويتابعها.
«المجلة» الذي سيعرض على الشاشة في توقيت منافس لباقي ما يسمى البرامج الاجتماعية، التي تتّسم عادة بالفضائحية، سيحاول مقاربة القضايا الثقافية، بحرفية وتقديمها بأسلوب عصري وسريع، ليتلاءم مع متطلبات الجمهور، وعصر الرقمنة.
ويبدو أنّ هذه الخطوة كان ينتظرها كثيرون، فحالما نشر الفيديو الترويجي للبرنامج على منصات التواصل الاجتماعي، حظي بحفاوة وتجاوب كبيرين. وهذا إن دل على شيء، فإنه يحيلنا سريعاً على تعطّش هذا الجمهور لمحتوى ثقافي جاد ومشغول بحرفية.
للمرة الأولى، ستجتاح الألوان الزاهية والحارة (الأصفر، الأحمر، الأزرق...) شاشة «المنار»، ضمن ديكور يعود إلى حقبتي الستينيات والسبعينيات (مديرة إبداعية Creative Director حوراء خليفة/ إنتاج سات لينك)، ويترافق مع موسيقى ملائمة لهذه الأجواء.

ينطلق البرنامج مع ملف التطبيع بين «العمل المؤسس والارتجال»

تشرح لنا الرهاوي أنّ البرنامج يتوزع على أربع فقرات: ملف ثقافي أسبوعي، يعالج مواضيع أثارت جدلاً في الشارع اللبناني في الفترة الأخيرة. تحاول هذه الفقرة التقاط نبض هؤلاء وأسئلتهم الإشكالية إزاء هذه القضية الحدثية، واستضافة المعنيين للإجابة عنها، مع الحرص على إضفاء مقاربة ثقافية بحتة وعلمية، كما تضيف الرهاوي. أما باقي الفقرات، فتتوزع بين تحقيق، وسرد قصة محددة، و«مساحة حرة» تستقبل المواضيع الحدثية. ولعلّ الفقرة اللافتة هنا: «ماذا يقرأون؟»، التي تطرق باب إعلاميين وسياسيين، وفنانين، ليسردوا للجمهور طقوس قراءاتهم، وأهم الكتب التي مروا عليها. سنرى في الحلقات استضافة الإذاعية بثينة علّيق، والوزير السابق غازي العريضي، بل إنّ النائب وليد جنبلاط سيظهر أيضاً على شاشة «المنار»، ليترك السياسة جانباً، ويخوض غمار الكتب والثقافة، هو المتبحّر في هذا العالم.
يوم الاثنين المقبل، سيطرح ملف التطبيع بين «العمل المؤسس والارتجال»، وتوضع الأسئلة الجدلية حول هذا الملف، وإشكالياته، وحتى الانتقادات التي طاولت حملة مقاطعة «إسرائيل»، مع العضو المؤسس لحملة «مقاطعة داعمي إسرائيل»، الكاتب سماح إدريس. تؤكد الرهاوي هنا، أن المشاهد/ ة لن يشعر بالملل ولو لبرهة، بسبب إيقاع البرنامج السريع والمنوّع، إذ ستحتلّ مساحة الحوار جزءاً فيه، مع التركيز على الجوانب البصرية، والتقارير السريعة (سارة جابر وآمنة بدير)، وشروحات الأنفوغرافيك، وستتناغم الفكرة المطروحة مع كيفية التنفيذ.
إذاً، برنامج جديد سيبصر النور الأسبوع المقبل على شاشة «المنار»، في ظل ندرة البرامج الثقافية، وتقديمها محتوى محترفاً ومشغولاً بحرفية. هذه المرة، ستزهو ألوان ترى للمرة الأولى، وتطل وجوه لم تألفها الشاشة المذكورة قبلاً، ضمن إيقاع سريع ومكثّف، يطرح الإشكاليات الثقافية والحراك الحاصل في البلد، ويحاول تقديم مادة مفيدة وغير مملّة في عصر انتكاسة الشاشة اللبنانية، وصعود غول المواقع الاجتماعية.

«المجلة» بدءاً من الاثنين المقبل ــــ 21:40 على «المنار»